حياتي

كأن شيئا لم يكن

لقد كان يوما ممطرا آخر من أيام الشتاء الباردة ،والتي اغلقت عليها دفاتر الزمن ووعدت ألا افتحها من جديد ،كنت اشعر بالخيبة جدا ،وبالإهمال جدا وبالسذاجة جدا ،كنت اعلم ان هذا الطريق الذي حذوته مسدود ،لكن كأن كل أحلامي قد تحطمت عند قدمي وكأني مثلت أمام جثة كل تلك الأماني الطفولية البريئة مكتوفة اليدين .

لقد كان هذا يوما علمني الكثير ،علمني بأن الأواني الرقيقة لا تصلح للعب ،وكذلك المشاعر المرهفة ،علمني ان الثقة العمياء، توصلك لدرب أسود مجهول ،وعلمني بان السقوط مهما كان قويا ،يمكن النهوض منه بعزيمة وإرادة ،هناك  دروس ندفع ثمنها غاليا لكنها تستحق ذلك الثمن الذي دفعناه لها ،فهي الحياة ، وعرفت بأن الإيمان هو أقوى ما يمكن ان تتسلح به ،الجميل بالأمر أنه مهما تخليت عن عبادتك ،فان الله لن يتخلى عنك ،وطريقك دوما سالكه ،مهما كانت وعرة وبغض النظر عن حالة الطقس.

سهرت يومها أقرأ القرآن ،وطلع الفجر وصليت ثم خلدت للنوم واستيقظت وفي قلبي ضوء جديد.

نحن كثيرا مانحزن على أحلام تحطمت ،أو من أشخاص وثقنا بهم وخانوا تلك الثقة ،من جرح جديد ،أو من إخفاق وفشل.

المسموح أن تبكي الليل كله ،ثم تستيقظ كأن شيئا لم يكن ،كشخص محى من قلبه كل ذلك الحزن بليلة واحدة ،فهناك حب جديد وشخص جديد ونجاح جديد وأمل جديد،بانتظارك ،فلا تتأخر في ملاقاة كل تلك الأمور ،وتنعزل وتدفن نفسك بين الدموع ،صلي واشعل للأمل كل الشموع فالغد سيكون أجمل مادمت انت تؤمن بذلك ،فالله لن يتخلى عنك ،فلا تتخلى عن نفسك.

فمهما ضاع المعروف بين البشر ،عند الله لا تضيع أصغر الأمور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
اشترك الآن مجاناً مع أنا سلوى سوف تصلك أخبارنا أولاً ، وسنرسل إليك إشعاراً عند كل جديد لا نعم
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com