المرأة الحاملصحة

كما تكونين انت، يأتي طفلك، كيف تؤثر نفسيتك وانفعالاتك على جنينك؟

معادلة سهلة وأكيدة ،إذا كنتِ خلال فترة الحمل سعيدة متفائلة إيجابية , ستلدين بإذن الله طفلاً سعيداً إيجابياً متفائلاً يكبر ويصبح إنساناً معطاءً وفاعلاً في مجتمعه …
وإن كنتِ خلال فترة الحمل حزينة مقهورة سلبية ضعيفة , تنتقل جميع هذه المشاعر على شكل مواد كيميائية سامة لطفلك وتدخل في صلب تكوين دماغه وخلاياه العصبية فيولد طفلاً سلبياً ضعيفاً مسكيناً كثير التعرض للمرض يكبر ليصبح إنساناً نكرة منفعلاً لا فاعلاً خانعاً ذليلاً …
وإن كنتِ خلال فترة الحمل متشائمة غاضبة مشاكسة نكدة ومناكدة , تتغير طباع جنينكِ بانتقال هذه العناصر الكيميائية لدماغه وارتصاصها بين بروتينات خلاياه العصبية , فيولد طفلكِ مشاكساً عنيداً نكداً دائم الغضب يكبر ليصبح إنساناً معارضاً صعب المراس قليل العلاقات , ينفض من حوله الناس لسوء طباعه .


وإذا كنتِ شديدة الخوف على جنينكِ , موسوسة , مبالغة في الحرص , يغمى عليكِ إن قرأتِ أن الكولا تضر الجنين , تمشين في حياتكِ كمن يمشي على جمر , وتضعين يديكِ بشكل دائم على بطنكِ كأن جنينكِ سيسقط أرضاً كل لحظة … سيولد طفلكِ هشاً حساساً لكل شيء , ممروضاً , مبالغاً في العناية بنفسه ويكبر ليصبح متطلباً مفرط الحساسية , دائم الشكوى وشديد الملاحظة لأبسط تغيرات جسمه , وكيس أدويته العديدة جداً ولكل أنواع الصداع والشقيقة وآلام الظهر ونفخة الكولون وحرقة المعدة والرشح والحساسية والطفح الجلدي والشرى , وجميعها أمراض عصبية ـ جسدية , كيس أدويته لا يفارقه …
كذلكِ إذا كنتِ كئيبة ومنطوية على نفسكِ و ” حاطة الحزن بالجرن ” سيكون طفلكِ القادم كئيباً ولديه نقص في النواقل العصبية المسؤولة عن المزاج العالي الفرح المتفائل , وجميع الدراسات النفسية وجدت أن مرضى الاكتئاب النفسي المزمن ومرضى القلق والهلع كانت أمهاتهم خلال الحمل يعانين من الاكتئاب وانحطاط المزاج والقلق والهلع .


أما إذا كنتِ رافضة لحملكِ  , ولا ترغبين بالطفل وحاولتِ إجهاضه معنوياً , أو جسدياً بإجهاد نفسك , أو دوائياً بالأدوية المستخدمة لإحداث الإجهاض , واستمرت هذه المشاعر السوداء طيلة فترة الحمل مع نوع من توجيه رسائل داخلية للجنين تتضمن ما يعبر عن ذلك
ماذا تظنين سيكون دماغ جنينكِ مع هكذا مشاعر ؟؟؟ ماذا تعتقدين ستكون شخصيته في المستقبل ؟؟؟
أنا أقول لكِ : شخصية مشوهة , مشروع مجرم , رافض للمجتمع كما رفضته أنتِ وهو في رحمكِ , كاره للناس وله مشاعر عدوانية تجاه كل من حوله , تماماً كما كانت مشاعرك عدوانية تجاهه , عنيف وردود أفعاله لا إنسانية وقاسية , كما كان رد فعلك لدخوله حياتكِ قاسياً ولا إنسانياً … وقد يحدث الأسوأ : أن تتجه مشاعره العدوانية تجاه نفسه فيكره نفسه كما دربته أنتِ طيلة الحياة الرحمية على كره نفسه , ويفكر بإنهاء حياته , كما جربتِ أنتِ بشتى الوسائل إنهاء حياته … وأيضاً أثبتت الدراسات النفسية العديدة أن معظم المجرمين حاولت أمهاتهم إجهاضهم , وكذلك من يقومون بأكثر من محاولة انتحار كانوا مرفوضين من قبل أمهاتهم خلال الحياة الرحمية .


عزيزتي … الحياة الرحمية أهم مرحلة في تشكيل الإنسان جسدياً ونفسياً , وجنينكِ مرآة لكِ , أحبيه من كل نفسك وقلبكِ وعقلك , لا تبالغي في محبته والخوف عليه لئلا يصبح هشاً ضعيفاً , وإذا رفضته في البداية وحاولتِ إجهاضه غيري مشاعركِ تجاهه سريعاً واطلبي منه السماح … خاطبيه دوماً بمثل هذه العبارات : ( سامحني يا حبيبي فأنتَ روحي وأنا أحبّك من أعماق قلبي … سامحني فقد مررتُ بلحظة ضعف ومن منا لا يضعف ؟؟؟ واليوم أنا أحبك أكثر من كل يوم لأنني أخطأت في الماضي بحقّك , وأنا أنتظرك بفارغ الصبر والفرح , وقد حضّرتُ لكَ مكاناً في حياتي يليق بحبّي لكَ … ناطرتكَ يا عمري ولن أتخلى عنكَ مادام النفس يتردد في صدري , فأنا أمّك الآن وللأبد , وأنتَ صغيري الآن وللأبد … )
وتأكدي أن جنينكِ سيسامحكَ وسيحبك جدا ،وستحبينه أضعاف أضعاف يعد رؤيته للمرة الأولى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
اشترك الآن مجاناً مع أنا سلوى سوف تصلك أخبارنا أولاً ، وسنرسل إليك إشعاراً عند كل جديد لا نعم
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com