علاقات

جحيم العلاقات الزوجية أسبابه و علاجه

جحيم العلاقات الزوجية أسبابه و علاجه

جحيم العلاقات الزوجية أسبابه و علاجه

عندما يجتاح الزوجين الصمت و عدم القدرة على التواصل و الشعور بالإهمال ……. فهذا يدل على أن العلاقة بدأت في الدخول إلى حياة جحيم و الحياة الجحيمية تؤدي إلى طلاق صامت يسمى بالطلاق العاطفي و له أربعة أنواع :
1- الطلاق العاطفي أو جحيم العلاقة الزوجية قد يتخذ وضعاً صامتاً؛ فعلى الرغم من انعدام المشاعر، والعواطف بين الزوجين، إلا أنهما هادئان كما لو تم عقد اتفاق بينهما على ذلك. وقد يتخذ وضعاً عاصفاً بحيث تشق أجواء الصمت بينهما بين فترة وأخرى زوبعةٌ من الصراخ، والصياح، فهو التصدع الصريح، والطلاق العلني الرسمي، وهو النتاج الحقيقي للتصدع الخفي؛ إذ ينفجر الصراع من هذه الحالات إلى المستوى العلني، ويتخذ أشكالًا متنوعة من النزعات الدائمة، والشجار، والعنف المتبادل.
2-الطلاق العاطفي كما يكون من جهة الزوجين معا قد يكون من جهة أحدهما فقط لسبب ما، فيعمد إلى إماتة مشاعره تجاه الطرف الآخر عمداً، أو أنها قد تدخل في سُبات تدريجياً من غير قصد، على الرغم من حياة مشاعر الطرف الآخر تجاهه، ورجائه بالعودة إلى سابق عهده.
3-الطلاق له أنواع منها ما كان جليًا واضحًا، ومنها ما كان خفيا مستترًا، والمستتر منه هو البداية الحقيقة لهدم بنيان الزوجية، التي ينتج عنها أخيرًا طلاق واضح بين وانفصال مؤلم يتشتت معه أبناؤهما، فهو التصدع الخفي، والتباعد النفسي، أو الطلاق النفسي، وهو تلك الحالة من انطفاء علاقة العاطفة ـ الجنس، أو خفوتها إلى درجة متقدمة، فضلا عن تراكم التناقضات في التوقعات، والأولويات؛ فيبدو الرباط الزوجي وكأنه قد استُنزف على صعيد العاطفة، والشراكة في تحقيق الأهداف، ومع هذا الاستنزاف يتزايد التباين، وتتقلص منطقة التقاطع بين دائرتي الرباط الزوجي ـ كل شخص يمثل دائرة ـ وتتباعد هاتان الدائرتان؛ مما ينشأ عنه عالمان وجوديان مختلفان، ويشعر كل طرف أن كيانه قد هدر؛ مما يفاقم تعبئته النفسية ضد الآخر في محاولة للامتصاص منه بهدر كيانه.
4- الطلاق العاطفي نوعان: الأول يكون فيه الزوجان واعييْن بما هما عليه من طلاق نفسي، وبما يعيشانِه من تدهور في بيئتهما العاطفية.
أما الثاني، فيكون فيه طرف واحد غيرَ راضٍ عن وضعه العاطفي؛ لاصطدامه بتناقضات شتّى مع شريكه، ولشعوره باهتزاز انسجامه معه، وفقدانه لثقته، غير أنه يظل متكتّما على ما يعيشُه من مشاعر، مُخفيا ضيقَه بطبيعة علاقته غير المتوازنة؛ اجتنابا للوقوع في الطلاق المباشر.

علامات الطلاق العاطفي

– وجود حالة من الصمت بين الزوجين ، يفشل كلاهما، أو أحدهما في كسرها، أو اختراقها بأي حال.
– الانسحاب بشكل جزئي، أو كامل من فراش الزوجية.
– عدم وجود اهتمامات مشتركة، أو أهداف مشتركة يجتمع عليها الزوجان.
– الهروب من المنزل باللجوء إلى الخروج، والسهر، والسفر فيما يخص الزوج، أو تكرار زيارات الزوجة لأقاربها، وما أشبه ، والهروب داخل المنزل بالانشغال بالصحف، والتلفاز، والحاسوب، وغيره عن التواصل مع شريك الحياة.
– وجود حالة من السخرية، والاستهزاء، واللامبالاة باهتمامات الآخر، ومشاعره ، بل من أي محاولة لكسر جمود العلاقة، ومنحها قدرا من الدفء.
– الشعور بأن استمرار الحياة الزوجية من أجل الأولاد فقط، أو من الخوف من خوض تجربة الطلاق، وحمل لقب مطلق، أو مطلقة أمام الناس.
– عدم وجود إحساس بالاختلاف عند بعد الزوجين عن بعضهما ، أو قربهما ، بل قد يسود لدى الزوجين حالة من الراحة عند ابتعادهما عن بعضهما البعض.
ـ الصمت، أو الخرس الزوجي: من الظواهر التي تؤدي إلى وجود مشكلات كبيرة بين الزوجين، ويكون فيها أحد الزوجين، أو كلاهما ملتزما بالصمت أغلب الوقت، ويقتصر الكلام بينه وبين الطرف الآخر على الموضوعات الضرورية فقط، من دون الاهتمام بالتفاصيل الخاصة لكل طرف، وتتأثر حياتهما الزوجية تأثرا كبيرا نتيجة لذلك، ويقل التواصل.
فيتوقف الأزواج عن الحديث معاً، وتبادل أحاديث الأنشطة اليومية، ويقل الاتصال بينهم؛ مما يؤدي إلي الصمت .
ـ توقف الأزواج عن الاقتراب من بعضهما البعض؛ فيقل التفاعل الحميم بينهما؛ الذي له أهمية كبيرة في الحفاظ على انتعاش العلاقة العاطفية بينهما .
ـ لا يستمع الزوجان إلي بعضهما البعض، ويشعران بالإحباط، والإكتئاب، وفقدان لغة الجسد؛ مما يسبب التعاسة في حياتهما.
ـ لا يجتمع الزوجان لتناول الطعام معا ً؛ فهما يتجنبان الجلوس على طاولة واحدة، أو يأكل أحدهما أمام التليفزيون، ويتجنب التواجد مع الطرف الأخر .
ـ كثرة الخلافات، التي يحدث فيها قول كلام مبتذل، وإنخفاض تقدير الطرفين لبعضهما البعض.
ـ يبتعد المطلقان عاطفيا، أو أحدهما عن الآخر، ويجفوه من دون مسوغ، ويقل اهتمامهما ببعضهما إلى أن يتلاشى يوماً بعد الآخر، حتى تزداد المسافات بينهما.
ـ يتكلمان بِـجُمل قصيرة، وأسئلة مقتضبة، وإن تحدّثَ أحدُهما بشيء، فلا يأبه الطرفُ الآخر بما يقول، وكأنه لا يسمعُه.

من أسباب الطلاق العاطفي

1- شعور الشريك بعدم أهميته في حياة الطرف الآخر؛ بسبب تفضيل الطرف الآخر للعمل، أو الأولاد، أو الأصدقاء، أو الأهل عليه، فضلاً عن قيامه بقولٍ، أو فعل من شأنه أن يقلل من أهمية شريكه، ولاسيما إن كان ذلك أمام الأولاد، والأهل‘ فضلا عن تركيزه المتكرر على حقوقه فقط، واهتمامه بها مع إغفال حقوق الطرف الآخر، وحاجاته، وإهمالها ، و التعالي عليه، وإشعاره بالنقص والدونية.
2-بخل الزوج على زوجته في الأمور المادية، أو المعنوية، أو فيما يمنحها من وقته لغرض إشباع حاجاتها، وانغماسه، أو كلاهما بالعمل لمواجهة الضغوطات المادية، وسد احتياجات البيت، والأولاد؛ مهملين كل ما من شأنه أن يثير العاطفة من دون انتباه منهما؛ الأمر الذي يتسبب في اتساع الفجوة بينهما تدريجياً، وانعدام العلاقة الحميمية بينهما، أو تحولها إلى مجرد روتين، أو واجب مفروض عليه.
3- أنانية أحد الأطراف: إذ ينظر الزوج، أو الزوجة إلى حقوقه، ومتطلباته فقط، وينسى الطرف الآخر، وحاجاته، ومتطلباته، ويؤدي تكرار مثل هذا الموقف إلى الوصول إلى حالة الطلاق، أو الانفصال العاطفي.
4- إساءة تحديد الأولويات: وذلك بتفضيل الآخرين على شريك الحياة، ويعد هذا من أهم أسباب الطلاق العاطفي، كأن يفضل الزوج عمله، وأهله، وأقاربه، وأصحابه على زوجته، أو أن تفضل الزوجة عملها، وأولادها، وأهلها، وصديقاتها على الزوج؛ مما يشعر الطرف الآخر بعدم الأهمية.
5- تحول العلاقة الزوجية إلى روتين، أو واجب، أو إسقاط فرض.
6- البخل: يعد البخل من ضمن الأمور التي ينتج عنها أيضًا الطلاق العاطفي، سواء أكان البخل المادي، الذي يحرم فيه الرجل زوجته من المال، الذي تحتاجه، أو البخل المعنوي، الذي يبخل فيه بعض الطرفين عن احتياجات الطرف الآخر إلى المشاعر، والاهتمام؛ وفي حالة البخل من أحد الطرفين تبدأ علاقة الحب بينهما تجف، وينفصل كل منهما عن الآخر من الناحية العاطفية.
7- مرور الزوج، أو الزوجة بما يسمونه بـ(أزمة منتصف العمر)، وعدم إدراك الطرف الآخر طبيعة هذه المرحلة؛ مما يزيد الفجوة النفسية بين الزوجين.
8- عدم إجادة الزوج التعبير عما بداخله من خلال الكلام؛ فبحسب تكوين الزوج النفسي، والإجتماعي يميل دائماً إلى الأفعال أكثر من الكلام، بخلاف المرأة، التي تميل إلى سرد التفاصيل.
9- الملل، والفراغ والروتين: الملل، والفتور لهما مؤشرات قد يسهل التغلب عليها؛ إذا ما لوحظت قبل استفحال الأمر؛ حيث يبدأ الملل بالصمت، والانطواء، وعدم الاستماع للآخر باهتمام، وتقلب المزاج، والعصبية، وفي النهاية يختار كل شريك طريقًا مختلفًا لطريق الآخر؛ وهنا يصبح التقارب بحاجة لإنقاذ عاجل.

علاج الطلاق العاطفي

أصعب شيء هو أن يعيش الزوجان في منزل واحد، وتحت سقف واحد، ولا تربطهما سوى تلك الأوراق الثبوتية الرسمية، بينما هم في الحقيقة بعيدان كل البعد عن بعضهما تماماً ، لا توجد روابط روحية بينهما , و هذا هو جحيم حقيقي يعيشه الإنسان طويلاً
و يعد الحلقة الأخيرة في سلسلة الحياة الزوجية في حال عدم معالجته، وأما إذا ما عولج بالشكل الصحيح، فإن هناك أملاً بعودة الحياة الزوجية إلى مسارها الطبيعي :
1- اعتراف الزوجين بوجود فيروس خطير قد اخترق الحياة الزوجية، وعمل على إعاقته، وهو الطلاق العاطفي، والاتفاق على ضرورة تكاتفهما، وبذل كل ما في وسعهما من جهود؛ من أجل القضاء عليه؛ لتستعيد حياتهما الزوجية كامل صحتها، وتمام جمالها.
2-العمل على تأصيل سمة الصراحة، والوضوح في التعامل بين الزوجين؛ ليتمكن كل منهما من فهم الآخر، وفهم مشاعره بالشكل الصحيح، والتعرف على احتياجاته، وأفكاره، و مشاكله، و مخاوفه، التي تساعد كثيراً على فهم الآخر، وتعميق العلاقة بينهما، وتقويتها.
3- إتاحة المجال للطرف الآخر ليقول ما لديه مع ضمان الاستماع إلى ما لديه.
4- فتح مجال واسع للطرف الآخر ليشعر بالاطمئنان داخل العلاقة الزوجية
5-.تقدير كل من الزوجين الأعمال، التي يقدمها الآخر، وشكره عليها مهما كانت بسيطة، والاهتمام بإيجابياته، ومدحه عليها، والامتنان منه؛ لغرض تعزيزها.
6- زيادة قدرة كل من الزوجين على التكيف المطلوب لمواجهة وحل المشاكل.
7-فهم كل طرف سلوك الطرف الآخر.
8- تعلم فن الدبلوماسية بالتعامل مع الطرف الآخر والاكثار من المديح، والثناء، والاطراء على الشكل، وكيل المدائح.
9-الحوار هو أساس الحل في أي مشكلة بين الزوجين، وبالمقابل الصمت يؤدي إلى تفاقم المشكلات .
10- أكثر ما يجمد العلاقات هو الروتين اليومي؛ لذا فمن المفيد إدخال أمور جديدة في الحياة الزوجية لكسر هذا الروتين، من قبيل القيام بنزهات أسبوعية، أو زيارة الأماكن التي كانا يزورانها معاً في أيام الخطوبة، وبداية الزواج؛ لإستذكار تلك الذكريات الجميلة العبقة بحب الطرف الآخر.
11-على كل من الطرفين أن يحاول تقبُّل الطرف الآخر، وغض الطرف عما قد يشتمل عليه من عيوب، وتذكُّر أننا لسنا بمعصومين، ومن الطبيعي أن تصدر عنا بعض الأخطاء، ومن لا يغفر لصاحبه اليوم خطأه، كيف يتوقع منه أن يغفر له أخطاءه بعدئذ؟
12- عدم ترك فترة من الخصام بعد حدوث أي مشكلة؛ لأن طول فترة الخصام تؤدي إلى اشتعال الحقد في القلوب، وتراكم مشاعر الكراهية.
13-المشاركة والمناقشة في جميع أمور الحياة سواء كانت في الحياة العملية ومشاكلها أو الأفكار والمخاوف.
14- عودوا أنفسكم على المصارحة منذ البداية، وحلُّوا جميع المشكلات، التي تعترض طريقكم أولاً بأول، وعالجوا الفتور مبكراً قبل أن يتحول إلى كم كبير من التراكمات؛ تثقل كاهل الزواج، وتسبب تصدعه، وسقوطه في النهاية.
15- لا بد من أنْ تُشعِرَ الزوجةُ زوجَها ـ من دون مبالغة ـ بأهميته في حياتها، وحياة الأولاد عاطفياً، وليس مادياً فقط، وألَّا تهمله أبداً، ولا تُهملَ مسؤولياتها الأسرية، وألَّا تُكثِرَ من الاعتماد النفسي عليه بكل تفاصيل الحياة، فهو يريد شريكة لحياته يعتمد عليها، ويطمئن لنجاحها بتدبر أمور الأسرة، وليست طفلةً تلجأ إليه بكل صغيرة، وكبيرة.
16- نصيحة للرجل : تذكَّرْ زوجَتك بكلمة رقيقة، بوردة جميلة، بهدية صغيرة، بِسَفرةٍ تُعيد لها شبابَها، وتُعيدُ الحياةَ لقلبها، الذي كاد الحزن يستوطن فيه. حتى وإنْ كنتَ تعتقد أنها تبالغ في طلب اهتمامك. اعذرها، وأشبعها حباً، وعاطفةً ، وقرباً .

ريان شيخ محمد

نائب رئيسة التحرير ورئيسة قسم علاقات بكالوريوس في الهندسة المدنية - قسم الطبوغرافية - جامعة تشرين مدربة في تطوير الذات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
اشترك الآن مجاناً مع أنا سلوى سوف تصلك أخبارنا أولاً ، وسنرسل إليك إشعاراً عند كل جديد لا نعم
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com