لقطاتمجتمع

وفاة حجاب بن نحيت ،رثى نفسه قبل وفاته !!!!

يعرف عن الشعراء بحسهم المرهف ،هم يشعرون بالاشياء من قبل ان تحدث ،قبل 8 سنوات، رثى حجاب بن نحيت نفسه، مبكياً محبيه في مرثية أمهلته تلك السنوات، قبل أن ينعاه أبناؤه ظهر الأحد، إثر إصابته بسرطان الدم.

وحجاب بن نحيت الذي أبكى محبيه ـ من جيل الثمانينات ـ بمرثية، كان يصف موته لمحبيه في رثائية نهج فيها طريقة مالك بن الريب وغازي القصيبي في رثاء النفس والبكاء عليها، ومخاطبة إحدى بناته وهو ما فعله بن الريب والقصيبي وبن نحيت، كل على طريقته.

ورغم أن الكثير من أغانيه الشعبية لا تزال عالقة بذاكرة جيله، ولا يزال البعض يرددها فهم يحفظون “بالله ياهل العيادة” و”طرقت باب الهوى” و”ماريد إلا سعودية” إلا أن حجاب بن نحيت ترك هذه المرحلة ليبدأ مرحلة جديدة من حياته حفلت بالعمل الاجتماعي.

مولد حجاب

انطلق صوت حجاب بن نحيت في الستينات الميلادية، ليعلن عن قدوم فنان شعبي نحيل، قادم من الفوارة تلك القرية الصغيرة الواقعة غرب القصيم، ليبدأ صوته بالانتشار معلنا قدوم شاعر وملحن وفنان بنفس الوقت.

فمن يعرف نجدي فون وكيف ينطلق حجاب بأغانيه الشعبية البسيطة التي أطربت جيله والجيل التالي، وحتى الوقت الحاضر لا تزال حاضرة بأذهان الناس منذ أكثر من 45 عاماً.

ومع بداية انتشار الأسطوانات ومن بعده الكاسيت، اكتسح بن نحيت الساحة الشعبية في ذلك الوقت، وملأ أسماع الناس، إلا أنه ترك الساحة وهو في عز نجوميته ليختفي لسنوات عن الأنظار.

وعاد بن نحيت للساحة مرة أخرى إلا أن العودة ليست كما يأمله محبوه من جيل الثمانينات، فقد أبكاهم في مرثية رثى فيها نفسه، ويبدأ حياته بشكل مختلف في العديد من الأعمال الاجتماعية كانت أكبرها وأشهرها.

وسعى بن نحيت بعد اعتزاله الغناء، لجمع أعماله من السوق وإخفائها حتى أطلت الشبكة العنكبوتية وحفظت إنتاج بن نحيت الشعبي.

رثاء بن نحيت لنفسه

قبل نحو 8 سنوات انتشرت شيلة بصوت حجاب بن نحيت، أثارت شجون محبيه، وحملت نفس الصوت الشجي الذي تغنى به حجاب وهو يبكي نفسه حياً ويرثيها في بكائية أسندها لإحدى بناته واصفاً القبر وجسده بلا حراك.

بن نحيت وصف كيف سيحملونه ويدفنونه بحس مرهف وتصوير شاعر، وكان ينتظر تلك اللحظات بعد أن بلغ السبعين من عمره.

وكان بن نحيت قد طلب من محبيه أن يغيروا اسمه على القبر من حجاب إلى عبدالغفور، زاهداً بكل ما في الدنيا زينة وزخرفا، معبراً عن ملله من طول البقاء فيها، بل إنه يتوقع أن البقاء قد مله أيضاً.

ولم يكن بن نحيت الأول في رثاء نفسه فقد سبقه مالك بن الريب في العصر الأموي راثيا نفسه بعد لدغة أفعى، كان يعرف أنها حانت وفاته وكان يخاطب في القصيدة إحدى بناته.

بينما رثا غازي القصيبي بنفس الطريقة حينما بلغ خمسة وستين عاماً بدأها:

خمس وستون في أجفان إعصار .. أما سئمت ارتحالاً أيها الساري؟!

وخاطب القصيبي ابنته وزوجته في هذه القصيدة، وهو ما فعله قبله مالك بن الريب وبعدهما حجاب بن نحيت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
اشترك الآن مجاناً مع أنا سلوى سوف تصلك أخبارنا أولاً ، وسنرسل إليك إشعاراً عند كل جديد لا نعم
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com