العائلات الملكية

أسوأ السنوات التي مرت على الملكة إليزابيث

أسوأ السنوات التي مرت على الملكة إليزابيث

أسوأ السنوات التي مرت على الملكة إليزابيث

“الملكة الشابة”، هكذا وصف الإعلام البريطاني والعالمي إليزابيث الثانية عندما اعتلت عرش المملكة المتحدة قبل 7 عقود، حينها لم يكن أحد يتصور أن الملكة ستدخل التاريخ كأطول شخص يجلس على العرش في العالم.

صحيح أن النظام السياسي البريطاني يمنح الملكة أدوارا رمزية، إلا أن مهمتها طيلة هذه المدة لم تكن أبدا سهلة، ومرت عليها أحداث جسام هزت عرشها، ومنها ما هز ثقة الناس فيها، وفي كل مرة تنجح الملكة في الخروج أقوى.

ومنذ فبراير/شباط 1952، الذي توجت فيه إليزابيث ملكة، إلى يوم وفاتها ، نستعرض بعض الأحداث التي كانت صعبة على الملكة، وأثرت فيها شخصيا وفي أسرتها، وحتى صورتها كرمز للأمة في المملكة المتحدة.

أميرة الشعب

وصفت الملكة إليزابيث سنة وفاة الأميرة ديانا بأنها أسوأ سنة مرت عليها منذ توليها الحكم؛ ففي تلك الفترة وُجهت اتهامات كثيرة للملكة بأنها لم تحسن التصرف مع ديانا التي خطفت الأضواء، وصُنفت على أنها المرأة الأكثر شعبية في العالم، وفي سنة وفاتها وصلت شعبية الملكة إلى أسوأ مستوياتها.

ويقدم لنا كتاب “المزرعة” لمؤلفته بيني جينور صورة عن العلاقة المتوترة التي جمعت بين الملكة إليزابيث الثانية والأميرة ديانا؛ “الملكة تعودت منذ صغرها على الفصل بين حياتها الخاصة والحياة العامة، أما الأميرة ديانا فهذه حياة جديدة عليها وتتعامل ببساطة مع الناس”.

ويرى الكتاب أن مشكلة الأميرة ديانا مع المحيط الملكي أنها كانت مختلفة، وفي أسرة عريقة لها قواعدها الصارمة؛ فالاختلاف يعني خروجا عن الأعراف وعن المألوف. وتقول تفسيرات كثيرة إن الصد الذي قوبلت به ديانا في القصر كان من أسباب تعاستها، ويضاف إليه طلاقها من الأمير تشارلز سنة 1996، إلى أن لقيت مصرعها بطريقة مأساوية في العاصمة الفرنسية باريس.

وفي يوليو/تموز 2005، ضرب الإرهاب وبقوة العاصمة لندن، مستهدفا محطات مترو الأنفاق؛ مما أسفر عن مقتل 56 شخصا، وإصابة المئات، حينها دب الخوف في شعب المملكة، وذهل المواطنون وهم يشاهدون كيف بات الخطر قريبا منهم.

خلال تلك الفترة ألقت الملكة واحدا من أقوى خطاباتها، حسب تصنيف المتابعين السياسيين، وقالت فيه إن “الوحشية لن تسهم إلا في تقوية تلاحم المجتمع، وتزيدنا ثقة في قيم الإنسانية ومبادئنا وقوانيننا”. وكان لهذا الخطاب مفعول الطمأنة لدى الرأي العام البريطاني.

أسكتلندا.. رفع الحاجب

العرف الدستوري في بريطانيا يمنع على الملكة التعبير عن أي موقف سياسي، ومع ذلك أثار استفتاء انفصال أسكتلندا سنة 2014 الكثير من الجدل حول موقف الملكة من خطوة قد تؤدي إلى تقسيم مملكتها.

ويحكي ديفيد كاميرون الذي كان رئيس الوزراء حينها -في كتاب له- أنه طلب خلال جلسة له مع الملكة أن ترفع حاجبها فقط لكي تعبر عن رفضها الاستفتاء.

وخلال تلك الفترة ألقت الملكة خطابا دعت فيه الأسكتلنديين للتفكير جيدا في مستقبلهم، وهو ما اعتبره الانفصاليون تدخلا من الملكة في الاستفتاء، الذي جاءت نتيجته بالرفض، بعدها سيكشف كاميرون أيضا عن طريق الخطأ أن الملكة طارت من الفرح عند سماعها نتائج الانفصال.

وكان الاستفتاء امتحانا عسيرا للملكة، التي كان بين نارين: الانفصال أو خرق العرف والتدخل في الشؤون السياسية.

البريكست.. الامتحان الصعب

يعد الانفصال عن الاتحاد الأوروبي من أهم الأحداث التي عرفتها المملكة المتحدة خلال القرن الأخير، وكان طبيعيا أن الجميع سيولي وجهه شطر الملكة لمعرفة موقفها، وبخلاف استفتاء أسكتلندا؛ كانت الملكة حذرة هذه المرة، وحرصت على عدم إرسال أي إشارة حول موقفها.

ومع ذلك وضعها رئيس الوزراء بوريس جونسون في موقف محرج وغير مسبوق، عندما قدم لها “توصية ملزمة” تقضي بتعطيل عمل البرلمان 3 أسابيع، حينها وجدت الملكة نفسها أمام نيران المعارضين الذين اتهموها بتعطيل عمل المؤسسة البرلمانية، في المقابل دعوها لاستخدام صلاحية دستورية تم اعتمادها قبل 4 قرون لعزل رئيس الوزراء.

قاومت الملكة كل محاولات استدراجها لتبني أي موقف سياسي من البريكست، لكن المهمة لم تكن يسيرة.

“أوراق الجنة”

الأصل في المملكة المتحدة أن مصادر ثروة الملكة معروفة وتخضع للمراقبة الصارمة، قبل أن يكشف تحقيق لجريدة “الغارديان” و”بي بي سي” بعنوان “بارادايس بيبرز” (أوراق الجنة) أن نحو 10 ملايين جنيه إسترليني (13 مليون دولار) من أموال الملكة البريطانية استُثمرت في جزر كايمان وبرمودا، واستثمرت أموال الملكة في هذه الملاذات الضريبية من قبل “دوقية لانكاستر”، وهو صندوق استثماري خاص مسؤول عن إدارة أموال الملكة وعائداتها.

حينها طالب زعيم المعارضة جيرمي كوربن الملكة بالاعتذار للشعب، وعاد جدل ثروة الملكة للنقاش العمومي، وأثر ذلك على صورتها لدى الرأي العام.

هاري.. الأمير يترجل

عندما يتعلق الأمر بالشأن الأسري، تظهر صرامة الملكة، وهذا ما حدث مع زواج الأمير هاري والأميرة ميغان، حيث راجت أخبار كثيرة عن معارضة الملكة هذا الزواج، لدرجة تهديد الأمير بالانسحاب من الأسرة الملكية، وبالفعل وافقت الملكة على الزواج.

لكن الأمور لم تسر بشكل جيد، وقرر الأمير الانسحاب فعلا من الأسرة الحاكمة، حينها كتبت الملكة رسالة شهيرة تقول فيها “عائلتي أمامها قضايا معقدة عليها أن تجد لها حلا”، وكان الحل بالانسحاب، بعدها رفضت الملكة منح أي امتياز للأمير، حتى بحضور بعض المناسبات الرسمية، أو الاحتفاظ بألقابه العسكرية.

وباء كورونا.. العزلة

طوال 7 عقود قضتها الملكة على العرش، كانت دائما حاضرة في الأحداث الجسام، إلى أن جاء وباء كورونا، ففرض عليها عزلة استمرت أكثر من سنة بسبب سنها، وهذه المرة هي الأولى في تاريخها التي تغيب فيها عن الساحة طيلة هذه المدة.

 

ريان شيخ محمد

نائب رئيسة التحرير ورئيسة قسم علاقات بكالوريوس في الهندسة المدنية - قسم الطبوغرافية - جامعة تشرين مدربة في تطوير الذات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
اشترك الآن مجاناً مع أنا سلوى سوف تصلك أخبارنا أولاً ، وسنرسل إليك إشعاراً عند كل جديد لا نعم
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com