بين الواقع والافتراض كيف تهدد ألعاب مثل “فري فاير” و”بابجي” توازن الطفولة؟
بين الواقع والافتراض كيف تهدد ألعاب مثل “فري فاير” و”بابجي” توازن الطفولة؟
في زمنٍ تتداخل فيه العوالم الرقمية مع تفاصيل الحياة اليومية، أصبحت الألعاب الإلكترونية مثل “فري فاير” و”بابجي” أكثر من مجرد تسلية , روبلوكس وغيرها من الألعاب العنيفة و القتالية..إنها منصات تحمل تأثيرات نفسية وسلوكية عميقة، خاصة على الأطفال والمراهقين.
1. ثقافة العنف والتطبيع مع القتال
تعتمد هذه الألعاب على مبدأ “البقاء للأقوى”، حيث يُطلب من اللاعب قتل الآخرين للبقاء حيًا. هذا النمط يعزز لدى الطفل فكرة أن العنف وسيلة مشروعة لتحقيق الفوز، مما يضعف قدرته على التفاعل السلمي مع محيطه ويزيد من احتمالية تبني سلوكيات عدوانية.
2. الإدمان الرقمي وفقدان التوازن النفسي
تصميم هذه الألعاب قائم على الجذب المستمر، من خلال المكافآت، التحديات، والتواصل اللحظي. الطفل يجد نفسه غارقًا في عالم افتراضي، يهرب فيه من الواقع، مما يؤدي إلى تراجع في الأداء الدراسي، اضطرابات النوم، وانخفاض التفاعل الاجتماعي.
3. تشويه المفاهيم الواقعية
تُعرض هذه الألعاب أسلحة حقيقية وأسماءها، وتُدرّب الطفل على استخدامها داخل اللعبة، مما يخلق تطبيعًا مع أدوات القتل، ويشوش على فهمه للحدود بين الواقع والخيال.
4. خطر التواصل غير الآمن
تتيح هذه الألعاب التواصل الصوتي بين اللاعبين، ما يفتح الباب أمام الغرباء للتواصل مع الأطفال، ويزيد من احتمالية التعرض للتنمر، الاستغلال، أو التأثير السلبي من قبل بالغين مجهولين.
5. تراجع القيم التربوية
في ظل غياب الرقابة، تحل قيم اللعبة محل القيم الأسرية والتعليمية، حيث يصبح الفوز أهم من التعاون، والبقاء أهم من التعاطف، مما يضعف البناء الأخلاقي للطفل.
كيف نحمي أطفالنا؟
– تحديد وقت اللعب اليومي بصرامة.
– اختيار ألعاب تعليمية أو تفاعلية غير عنيفة.
– التحدث مع الطفل عن محتوى اللعبة وتأثيراتها.
– استخدام أدوات الرقابة الأبوية على الأجهزة.
– تشجيع الأنشطة الواقعية مثل الرياضة والفنون.
هذه الألعاب ليست شرًا مطلقًا، لكنها تحتاج إلى وعي تربوي ورقابة ذكية. فالطفولة ليست ساحة قتال، بل مساحة للنمو، الاكتشاف، والاتزان.
حين يُسحب العالم من بين يديه: توتر الطفل بعد فقدان الموبايل والتابليت
