لقطات

اعطوها دمية عوضا عن طفلتها .. مأساة ضحايا انفجار مرفأ بيروت لا تنتهي

عامان مرا على انفجار مرفأ بيروت وجرح الضحايا الأحياء لم يلتئم بعد مأساة انفجار الرابع من أغسطس 2020، الذي خلّف أكثر من 200 قتيل وأكثر من 6500 إصابة، فضلاً عن الخسائر الجسيمة بالممتلكات العامة والخاصة.

ليليان شعيتو، التي لا تزال ترقد في المستشفى، لم تعد فقط ضحية الانفجار المروع وإنما أضحت ضحية الشوق والحنين لطفلها الذي حُرمت من رؤيته منذ وقوع المأساة بقرار من زوجها، وباتت اليوم تحتضن دمية “جامدة” تتحسس أطرافها علّها تُبلسم ولو قليلاً جرح الشوق لرؤية طفلها.

تُذكّرها بطفلها

وقالت شقيقتها نوال شعيتو: “لاحظنا أنه في كل مرة تشاهد طفلاً على شاشة التلفزيون تبدأ بالبكاء، لأنه يُذكّرها بابنها، لذلك قررنا بعد استشارة طبيبتها إحضار دمية لها كي تحتضنها، لأن ذلك سيُساعدها في تخفيف آلام الشوق لرؤية طفلها علي، علماً أنها تُدرك أن من تحتضنه ليس طفلها وإنما دمية”.

كما أوضحت نوال أن حالة ليليان الصحية مستقرة بعد عامين على دخولها في غيبوبة، وهي تتفاعل مع كل ما يحصل داخل غرفتها في المستشفى، وتستطيع منذ فترة تحريك يدها ورجلها اليسرى، حتى إنها قالت “ماما”.

وفي كل مرّة تُثار ضجة إعلامية حول وضع ليليان وحقّها برؤية ابنها، يتحرّك زوجها ويُغدق على أهلها الوعود كإحضار طفلها إليها وإعطاء جواز سفرها لأهلها كي يتمكنوا من متابعة علاجها خارج لبنان، لكن حتى اليوم لم يتحقق شيء من هذه الوعود، وفق شقيقتها.

زوجها يستخدم سلاح المال
كذلك أضافت نوال: “للأسف زوجها يستخدم سلاح المال لرشوة كل من يتدخل بقضية ليليان، ووكيله القانوني هو وكيل أحد أكبر رجال السياسة النافذين في لبنان. هو لا يريد معالجتها كي لا تستفيق من غيبوبتها وتحتضن ابنها من جديد”.

وأردفت أن زوجها استطاع الحصول على قرار بالحجر الصحي على ليليان بأنها غير مؤهلة لرعاية طفلها، وذلك بهدف حرمانها منه، وكي يكون الوصي الوحيد على كل ما هو باسمها.

أما عن كلفة علاج ليليان، فكشفت نوال أن وزارة الصحة رفضت القيام بواجباتها ونقلها إلى مركز متخصص بمعالجتها في لبنان.

رحلة عذاب أخرى
إلى ذلك لا يختلف وضع لارا الحايك عن ليليان شعيتو، فهي لا تزال ترقد في غيبوبة منذ ذلك اليوم الدموي في تاريخ اللبنانيين.

وقالت والدتها نجوى حايك “رحلة العذاب لا تزال مستمرة ووضع لارا الصحي يتدهور أكثر فأكثر. الأطباء أخبروني أنها لن تستفيق من غيبوبتها، فدماغها تعرّض للتلف بشكل كبير وعضلات جسمها تذوب بشكل سريع نتيجة الغيبوبة”.

كما أضافت أن قطرة مياه لم تدخل فمها منذ الحادث، لأن الأطباء اضطروا لوضع أنبوب في حنجرتها كي تتنفس. أما الأكل فيدخل إلى معدتها عن طريق أنبوب آخر.


وبغصّة تابعت: “أزورها كل يوم جمعة من الأسبوع وأعلم أنها تشعر بوجودي، حتى لو أنها لا تتحرك. إحساسي كأم يقول لي إنها تسمعني، فهي ابنتي”.

أما عن تغطية علاج لارا، فكشفت أن بعض الجمعيات الإنسانية ورجال أعمال قدموا المساعدة في الفترة الأولى من رحلة العلاج، مردفة: “لكن اليوم ومع ارتفاع فاتورة الاستشفاء نتيجة انهيار الأوضاع الاقتصادية في البلد، أصبحت مسؤولة أنا وابني عن تغطية تكاليف علاج لارا”.

من مرفأ بيروت يوم 4 أغسطس 2020 (فرانس برس)
فيما ختمت قائلة: “ما الذنب الذي ارتكبته ابنتي الوحيدة ليحل بها كل هذا؟ بلحظة سرقوها مني ورموها جثة. لم يبق أمامي سوى الدعاء لله كي يحل بالمسؤولين عن الانفجار ما حل بنا. الله لا يوفقهم. نحن نتعتر ونشحذ ونرتمي على أبواب المستشفيات، والمسؤولون السياسيون يفعلون ما يحلو لهم”.

ولارا (43 سنة) كانت في منزلها في الأشرفية حين حلت الكارثة، بعدما عادت من عملها في إحدى الشركات، وكانت تستعد للخروج قبل أن تسقط جريحة، بعدما اقتُلع باب منزلها وضرب رأسها. ومنذ ذلك الوقت فقدت وعيها ودخلت في غيبوبة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
اشترك الآن مجاناً مع أنا سلوى سوف تصلك أخبارنا أولاً ، وسنرسل إليك إشعاراً عند كل جديد لا نعم
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com