حين يُسحب العالم من بين يديه: توتر الطفل بعد فقدان الموبايل والتابليت

حين يُسحب العالم من بين يديه: توتر الطفل بعد فقدان الموبايل والتابليت
في عصرٍ أصبحت فيه الأجهزة الذكية امتدادًا لحواسنا، لا يُعد تعلق الأطفال بالموبايل والتابليت أمرًا غريبًا. لكن ما الذي يحدث نفسيًا وسلوكيًا حين يُسحب هذا الجهاز فجأة؟ كيف يتعامل الطفل مع فقدان نافذته إلى الترفيه والتواصل؟ هذا المقال يستعرض أبعاد التوتر الذي يعيشه الطفل بعد حرمانه من أدواته الرقمية، ويقترح طرقًا لفهمه ومساعدته.
لماذا يرتبط الطفل بالجهاز بهذه القوة؟
– مصدر للراحة والهروب: الأجهزة توفر بيئة آمنة للطفل يهرب فيها من ضغوط المدرسة أو الخلافات الأسرية.
– تعزيز الشعور بالسيطرة: في العالم الرقمي، الطفل يختار ما يشاهد ويلعب، مما يمنحه إحساسًا بالتحكم.
– التحفيز الفوري: الألعاب والفيديوهات تقدم مكافآت سريعة، مما يخلق نوعًا من الإدمان السلوكي.
أعراض التوتر بعد سحب الجهاز
– نوبات غضب أو بكاء مفاجئ
– انسحاب اجتماعي أو رفض التفاعل
– تشتت في التركيز أو أداء ضعيف في المدرسة
– اضطرابات في النوم أو الشهية
هذه الأعراض لا تعني بالضرورة خللًا نفسيًا، لكنها إشارات إلى أن الطفل يواجه صعوبة في التكيف مع التغيير المفاجئ.
كيف نفهم ما وراء التوتر؟
التوتر هنا ليس مجرد رد فعل على “المنع”، بل هو فقدان لوسيلة تنظيم المشاعر. الطفل لا يملك بعد أدوات داخلية كافية لتهدئة نفسه، فيلجأ للجهاز كوسيلة خارجية. وعندما يُسحب، يشعر بالفراغ والارتباك.
خطوات للتعامل مع التوتر بطريقة صحية
– التهيئة المسبقة: لا تسحب الجهاز فجأة، بل تحدث مع الطفل عن السبب وأهمية التوازن.
– بدائل ممتعة: اقترح أنشطة بديلة مثل الرسم، اللعب الجماعي، أو قراءة القصص.
– الاحتواء العاطفي: استمع لمشاعر الطفل دون تهكم أو تقليل، وطمئنه أنك تفهم صعوبته.
– جدولة الاستخدام: ضع قواعد واضحة لاستخدام الأجهزة، مع فترات راحة منظمة.
سحب الموبايل أو التابليت من الطفل ليس مجرد قرار تربوي، بل لحظة نفسية حساسة تحتاج إلى وعي واحتواء. الطفل لا يعاند فقط، بل يعبّر عن فقدان شيء يشعره بالأمان. حين نفهم ذلك، نتحول من “مانعين” إلى “مرافقين” في رحلة نموه النفسي والاجتماعي.
مشي الطفل حافي القدمين في المنزل بين الفطرة والفوائد والمخاطر