أدبيات

روح منهكة

روحي كانت منهكة في يوم يتساقط فيه الغيث من السماء و كأنه هدية ربانية ممزوجة بالحب, بالجوى, بتلك القمصان الرثة التي طالما يلبسها و كنت أتضور جوعاً من الجمال و أسكت كي أخفي حباً لا مفر منه. كان يجر الطريق وراءه, و يجر الشهوة وراءنا, و يجر روحي التي تشرذمت حوافها وارء ظله و حروفه التي تلاشت كلما جاء الغسق و تقاطع الليل مع النهار حتى خَفّ صوته و بُحّ و عشش الغل في قلبي لأني أخاف الدجى و صمته.


عشت في غنى عن الحب الأبدي الذي يلتقطني به كلما تهاويت, تهاويت على حافة البراءة, حافة الوطن الواسع التي ليس بإمكانك السقوط منها.
ملجأك كان صغيراً, كان صغيراً على دنيانا, على روحي التي أبقت لك جوعها ملاذاً كلما طرقت عيوبها الهشة.


رأسك و أكتافك و أصابعك و نورك باتوا ثقوب, ثقوب ملونة بألوان ممزوجة بي, حتماً لأنك دمدمت في أذني أنك لي.
ضلّتت أنا و ضللتَ طريقك أنت و كان الخريف النجاة, حيث لا ورود صفراء ولا دوار الشمس و لا زنابق و لا حبق و لا ريحان يكلل ضلالنا, كانت النجاة هي افتراق لا لقاء له.

مرح تعمري

بكالوريوس آداب

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
اشترك الآن مجاناً مع أنا سلوى سوف تصلك أخبارنا أولاً ، وسنرسل إليك إشعاراً عند كل جديد لا نعم
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com