أعراسساعات و مجوهراتلقطاتمجتمع

فان كليف أند أربلز تسلط الضوء على التراث الياباني العريق من خلال أجمل تحف لها على مر التاريخ

منذ حوالي 1200 عام وحتى عودة سلالة “مَيجي” إلى الحكم عام 1868، كانت كيوتو عاصمةً لليابان. وعلى الرغم من مرور المدينة بفترات من الازدهار والانحسار، إلا أنها تطوّرت تدريجياً إلى مجتمع أنيق يرتكز على الثقافة.
منذ بداية فترة حكم سلالة “هيان” عام 794، استقطبت المدينة الأشخاص والأغراض على أنواعها وأنتجت مجموعة أدوات عالية الجودة ذات صلة بالطعام والألبسة والمنازل. في مجال الألبسة على سبيل المثال، تم تصميم الملابس الفاخرة المزينة بتطريزات ذهبية مثل الجونيتيهويه أي الثوب ذي الاثنتي عشرة طبقة، والكوسوده (أي الكيمونو ذات الأكمام القصيرة)، والتسوجيغاهانا ( وهي تقنية لدبغ الأقمشة باستخدام الصور الحية والأزهار( بالإضافة إلى أزياء مسرح “نوه” الراقص. ومع انتشار مختلف الحرف المتميزة في المنطقة بما في ذلك نسيج وصباغة المنسوجات (وهي صناعة ما زالت في ازدهار مستمر كما نرى مع منسوجات نيشيجين)، استطاعت كيوتو تلبية مختلف الاحتياجات بفضل مهارات وروح أسياد الحرف المتمرّسين فيها.

من هذا المنطلق فإن دار فان كليف أند آربلز وكيوتو تتشاركان إرثاً متشابهاً حيث أنه في كلتا الحالتين، قام حرفيون ذات مستوى عالٍ من المهارات بنقل خفايا وأسرار فنّهم إلى أجيال تبعتهم. ولن يكون من قبيل المبالغة القول بأن هذه العملية تشكّل جانباً شائعاً بين مختلف الأجناس البشرية وتتجاوز الإطار الجغرافي والتاريخي. وهذا بالفعل ما ألهم المعرض القائم الذي يلقي الضوء على “البراعة الفنية المتفوّقة”. ونتوقّع أن يولّد المعرض إطاراً جديداً ويخلق رابطاً فريداً بين المجوهرات الفاخرة وهي أشهر مثال على المهارات الفرنسية وبين الفنون الحرفية اليابانية التقليدية التي يعود تاريخها إلى أكثر من 1200 عام. ونحن نأمل أن يشهد هذا المعرض على روح التبادل الثقافي والصداقة اللتين تجمعان بين فرنسا واليابان، وتحديداً بين باريس وكيوتو.
1 – مشبك حورية روح الجمال، 1941
2 – نموذج لسفينة فارونا، قرابة 1907
3 – أقراط “بامبيل Pampilles”، 1923
4 – قفص عصفور، 1935
5 – بروش آرت ديكو، قرابة 1930
6 – مشبك زهرة الفوشيا، 1968

فان كليف أند أربلز تسلط الضوء على التراث الياباني العريق من خلال أجمل تحف لها على مر التاريخ
أجمل تحف فان كليف أند أربلز- مشبك حورية روح الجمال
أجمل تحف فان كليف أند أربلز
أجمل تحف فان كليف أند أربلز
أجمل تحف فان كليف أند أربلز- بروش ارت ديكو

نعطي هنا نبذة عن أبرز المحطات في تاريخ فان كليف أند آربلز اعتباراً من تأسيس الدار عام 1906 وحتى يومنا هذا ولنتمكن من تغطية أعمال طورتها على مدى أكثر من قرن من الزمن سوف نعرض حوالي 80 عملاً نعتبرها خير دليل على إلمامها بتقنيات التصميم والإنتاج.

وتعد فان كليف أند آربلز من أشهر دور المجوهرات الفرنسية المعروفة بأسلوبها الفريد وتقنياتها المميزة. عام 1895، تزوج ألفريد فان كليف، نجل أحد فنيّي الأحجار الكريمة، من استير (استيل) آربلز، ابنة تاجر في الأحجار الكريمة. وعام 1906 تأسست دار المجوهرات فان كليف أند آربلز في ساحة فاندوم بقلب باريس.

متجر فان كليف أند أربلز في ساحة الفاندوم

عام 1925، حاز سوار فان كليف أند آربلز الزهري على الجائزة الكبرى في المعرض الدولي للصناعة الحديثة والفنون الزخرفية في باريس وأكسب الدار شهرة عالمية. وفي ثلاثينيات القرن الماضي، أطلقت فان كليف أند آربلز مجموعة مينوديار (Minaudiere)، وهي حقيبة ليلية أنيقة وحصلت على براءة اختراع لتقنية ميستري سيت (Mystery set) أو الترصيع الغامض، وهي تقنية فريدة تسمح بترصيع الأحجار الكريمة مع إخفاء تام لهيكلها المعدني. استكملت هذه التقنية من قبل الحرفيين المخضرمين أصحاب الأيادي الذهبية (Mains d’or). ومنذ ذلك الحين، طورت فان كليف أند آربلز مجموعة من الأعمال المنبثقة من روح الدار ومن بينها قلادة “زيب” ومجموعة ألامبرا. وقام أمير موناكو رينيه الثالث بتقديم قطعة من اللؤلؤ والماس إلى غريس كيلي كهدية زواجهما فأصبحت فان كليف أند آربلز دار المجوهرات المفضّلة لإمارة موناكو. واستقطبت مجوهرات وساعات الدار المحملة بالأحلام والشاعرية مجموعة واسعة من العملاء العالميين الذين يضمون أفراد من العائلات المالكة والمشاهير.
تحتفظ فان كليف أند آربلز بأرشيف بأهم أعمالها القيمة ما يعكس أساليب تصميم متنوعة وثرية جاءت ثمرة عددٍ من الأحداث التاريخية. معظمها أنتجت في محترفات الدار بين عشرينيات وثمانينيات القرن الماضي. ومعظم القطع المعروضة في المعرض مأخوذة من هذه المجموعات.
* أولى متاجر فان كليف أند آربلز في 22 ساحة فاندوم، باريس، عام 1906 @Van Cleef & Arpels
* ألفريد فان كليف وأستير آربلز، مؤسسا الدار، يوم زفافهما عام 1895. @Van Cleef & Arpels
7 – بروش ثنائي اليعسوب، 1926
8 – حقيبة مستحضرات التجميل بشكل غلاف، قرابة 1925
9 – بروش آرت ديكو، 1930
10 – بروش عصفور، 1924
11 – بروش الشريط العائم، 1937
12 – مشبك راقصة الباليرينا الإسبانية، 1941

أجمل تحف فان كليف أند أربلز-ثنائي اليعسوب
أجمل تحف فان كليف أند أربلز-حقيبة مستحضرات التجميل
أجمل تحف فان كليف أند أربلز-بروش الشريط العائم
أجمل تحف فان كليف أند أربلز- بروش ارت ديكو
أجمل تحف فان كليف أند أربلز- بروش راقصة الباليرينا
أجمل تحف فان كليف أند أربلز

في اليابان، يتم توصيف بعض القطع المصنوعة يدوياً على أنها خير مثال عن الحرفية المتفوقة. وهي تندرج ضمن فئة الحرف العامة. لكن بخلاف ما يطلق عليه اسم الفنون التطبيقية في الغرب، فهي تتخذ صبغة يابانية هامة وغريبة وتثمّن تماماً مثل أعمال الفنون الجميلة. إضافة إلى قطع الملابس المذكورة أعلاه الثرية بتطريزها الذهبي فهي أيضاً تشمل قطعاً مثل ماكي أي (تقنية طلي الأوعية المزخرفة الغنية بصورها الذهبية بالورنيش) والسيراميك والقطع المعدنية.
تماماَ مثل الحرف اليابانية، فإن المجوهرات التي تبدعها فان كليف أند آربلز هي حقيقة بمثابة كنوز تصنعها أيادي أشخاص يوصفون باليابان على أنهم كنوز وطنية حية (أو بعبارة أصح “الملكيات الثقافية الهامّة غير الملموسة”). وخلال العصر الحديث وخصيصاً في حقبة ميجي (1868-1912) ظهر حرفيون يابانيون ركزوا في عملهم على الأفكار السباقة واكتسبوا شهرة باعتبارهم فنانين مستقلين. في حين أن فان كليف أند آربلز لطالما حرصت على تقديم قطع “تعاونية” تشمل أساليب متعددة في محترفها. ومذهل أن نرى أن أساليب التصنيع التي كانت سائدة في اليابان منذ مئات السنين لا تزال تستخدم حتى يومنا هذا.
في القسم الثاني، نشجع الزوار على مقارنة حوالي 100 قطعة مجوهرات فاخرة تجمع بين مواد متنوعة وتتجلى فيها مهارات فنية متنوعة تجعلها تندرج ضمن أفضل الحرف المتفوقة. وتعرض جنباً إلى جنب مع 50 حرفة يابانية بالمستوى نفسه من الحرفية وتشمل المينا بتقنية “كلوازونيه” والسيراميك والأوعية المطلية والقطع المعدنية.

13 – مشبك ورقة الكرمة، 1951
14 – مشبك التنين، 1969
15 – مشبك العصافير الثلاثة، 1946
16 – مشبك وقلّادة الطائر، 1971 – 1972
17 – عقد مستوحى من التصميم الهندي، 1971
18 – عقد طوقي “باركيروليس”، 1971

مشبك العصافير الثلاثة
مشبك ورقة الكرمة
مشبك التنين
مشبك وقلادة الطائر
سوار مستوحى من التصاميم الهندية
عقد باركوليس

فيما يسلّط المعرض الضوء على البراعة المتفوّقة للفنون، نؤمن من جهتنا أن تقديم مزيج من الأعمال التي تعدّ مثالاً استثنائياً لتقنيات فرنسية ويابانية من شأنه أن يخلق وجهة نظر جديدة. فمن خلال عرض مجموعة مختارة من الأعمال المتفوّقة من المجوهرات الفاخرة والحرفيات اليابانية، فإننا على ثقة بالوصول إلى أعلى مستويات التبادل والامتتزاج الثقافيين بين فرنسا واليابان.

إلى جانب إبداعات فان كليف أند آربلز للمجوهرات الفاخرة، نقدّم أعمالاً لفنانين حرفيين معاصرين من اليابان مثل موريغوشي كونيهيكو، أحد الكنوز الوطنية الحية في صباغة الـ “يوزن” على الأنسجة؛ وكيمورا تاكيشي حامل لقب الملكيات الثقافية الهامّة غير الملموسة في نسيج الـ را والـ تاتينيشيكي؛ وناكاغاوا كيوتسوغو، حامل لقب الملكيات الثقافية الهامّة غير الملموسة في مجال الحرفيات الخشبية التقليدية؛ وفنان الطلي بالورنيش هاتوري شونشو وفنان السيراميك ميوا كيوسيتسو الثاني عشر (ميوا ريوساكو). هذا وسيتم عرض بعض الأعمال المشتركة الخاصة التي تضم عناصر من كل من عالمي المجوهرات الفاخرة والحرفيات اليابانية.

1 – حاوية مع فاكهة الرمان وزيز، لشاومي كاتسويوشي، عمل فني من المعدن، نهاية القرن التاسع عشر (حقبة مَيجي)
2 – فاكهة البرسيمون، لأندو روكوزان، نقش في العاج، بدايات القرن العشرين (حقبة تايشو-شوا)
3 – لوحة جدارية مطرّزة مع شجرة الوستيريا والطاووس، مجهول، قرابة 1905
4 – وعاء مخرّم مع أشهر مشاهد لكيوتو، لهاسيغاوا الرابع، سيراميك، أواخر القرن التاسع عشر – بداية القرن العشرين (حقبة مَيجي-تاشو)
5 – طبق مع ورقة اللوتس وضفدع، لشاومي كاتسويوشي، عمل فني من المعدن، أواخر القرن التاسع عشر (حقبة مَيجي)
6 – إناء مع فراشات وأزهار بنمط الأرابيسك، لناميكاوا ياسويوكي، مينا يتقنية “كلوازونيه”، أواخر القرن التاسع عشر (حقبة مَيجي)

اللوحة التاريخيه يقدر عمرها بأكثر من مئة عام
وعاء منقوش ومطعم بماء الذهب

3. لقاء بين الثقافات والمستقبل
7 – نسيج حرير من نوع “را” بلون الأزرق الفاتح، لكيتامورا تاكيشي، منسوجات، 2005
8 – إناء مع فراشات وأزهار، لكينكوزان السابع سوبي، أواخر القرن التاسع عشر – بداية القرن العشرين (حقبة مَيجي-تاشو)
9 – حاوية بخور مع تصاميم لشجرة الأميرة (البولفينية) لهاتوري شونشو، ورنيش، 2014
10 – رقصة الثلج (يوكيماي) لكونيهيكو موريغوتشي، صباغة يوزن، 2016، مجموعة خاصة
11 – إناء مزيّن بشجرة الوستيريا، لناميكاوا ياسويوكي بتقنية المينا “كلوازونيه”، أواخر القرن التاسع عشر – بداية القرن العشرين (حقبة مَيجي-تاشو)
12 – إناء مع سمكة الشبوط، لشاومي كاتسويوشي، عمل فني من المعدن، أواخر القرن التاسع عشر (حقبة مَيجي

أفصح سو فوجيموتو أن فان كليف أند أربلز ستعرض مجموعة لا تحصى ولا تعد من حلياتها المميزة التي تندرج في إطار تقاليد الدار بالإضافة إلى مواد وتقنيات وآليات وكيفية الموازنة بين الطبيعة والبراعة والتفاصيل الدقيقة والفنون الحرفية والجمالية وذلك جنباً إلى دنب الإبداعات الحرفية اليابانية في مدينة كيوتو.
وبهد تحقيق أعلى مستويات الانسجام بين الأسلوبين، طوّرت مساحة تصميم بسيطة وساكنة ولكن مدروسة وثرية في الوقت عينه. ففي القسم الأول للمعرض المخصص لتاريخ الدار، استخدم خشب شجر السرو “هينوكي” لأخلق مساحةً ديناميكية ولكن رقيقة وصافية في الوقت نفسه. أما في القسم الذي يضم مجموعة الحرفيات اليابانية والمجوهرات، فإن وزن خزانات العرض الشفافة يؤدي إلى جو من الصفاء الرقيق، يرسم توازياً خلّاباً بين الحدة والمرونة وبين البساطة والتنوّع.

وُلد سو فوجيموتو في هوكايدو عام 1971. وبعدما تخرّج من قسم الهندسة المعمارية في كلية الهندسة بجامعة طوكيو، أسس شركة “سو فوجيموتو أركيتكتس Sou Fujimoto Architects” في العام 2000. نال عمله “ميل آربر” أو ألف شجرة في 2016 على الجائزة الأولى بين 23 موقعٍ شاركوا في المسابقة الفرنسة “إعادة ابتكار باريس Reinventer. Paris” وذلك بعد نجاحه إثر دعوته إلى المسابقة الدولية للمركز التعليمي الجديد الخاص بمعهد بوليتكنيك في باريس-ساكلاي عام 2015، وفي المسابقة الدولية للمبنى الاستثنائي الثاني في مونبولييه؛ وتجدر الإشارة أيضاً إلى أنه في العام 2014، قدّم له “دار ليجيه بودابست للموسيقى الهنغارية” جائزة “وال ستريت جورنال للإبداع المعماري”.
في العام 2013، كان أصغر مهندس معماري يستلم دعوة تصميم الجناح الصيفي السنوي لمعرض سيربانتين في لندن. وفي 2012، شارك في المعرض الخاص بالجناح الياباني خلال المعرض الدولي للهندسة المعمارية بعنوان – “لا بيينال دي فينيزيا” والذي حاز على جائزة “الأسد الذهبي لأفضل مشاركة وطنية”.
ومن بين الجوائز الأخرى المتعددة، نال على الجائزة الأولى في المسابقة الدولية “برج تايوان” و”مركز بيتون هالا المائي” عام 2011، بالإضافة إلى الجائزة الكبرى لـ”جوائز آي آر 2006″ (عن مركز الأطفال لإعادة التأهيل النفسي). من أهم أعماله، نذكر “جناح معرض سيربانتين 2013” (2013)، “House NA” (2011)، “مكتبة ومتحف جامعة موساشينو للفنون” (2010) و”Final Wooden House” (2008) و”House N” 2008.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
اشترك الآن مجاناً مع أنا سلوى سوف تصلك أخبارنا أولاً ، وسنرسل إليك إشعاراً عند كل جديد لا نعم
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com