خذ وقتك من الحزن فالنفس البشرية ليست جهاز كمبيوتر يمكنه تخطي الأمر بإشارة واحدة، بل يحتاج إلى وقت و جهد حتى يستوعب ما حدث ويتقبله.

فليس من الجيد انكار الحدث و إجبار قلبك على عدم الحزن على الفراق الذي حصل. كل ما عليك فعله هو أخذ حزنك على محمل الجد لأنه يعد أول خطوة في طريق تخطيك للأمر الذي سيتم تدريجيًا مع الوقت بعد أن تكون قد أتممت مهمة التقبل.

وبهذا الصدد يُخبرنا جولز” أن المشاعر الإنسانية المختلفة الحزن، والغضب، الخسارة كلها مشاعر طبيعية فنحن بشر، لهذا لا تحاول تجاهل مشاعرك واتبعها دائمًا”.

محاولتك أن تبقى قويا وكتمان الأمر قد يتحول إلى غضب عارم، ومحاولتك أن تبقي الأمور تحت السيطرة و تبقي كل شيء داخلك سرا يعد موتا بطيئا،

فلا تترد بالبكاء واصرخ و أخرج ما بجعبتك و اعلم أن البكاء حينها هو تنفيس عن مشاعرك الداخلية لذا لا تقلق حيال إخراجها بالشكل الذي يريحك.

فضفض لأحد المقربين إن شئت لاسيما إذا كان هذا الشخص يفهمك جيدًا ويسمح لك بالتحدث بحرية كبيرة، وإذا كنت لا ترغب في التحدث مع أحد يمكنك أن تكتب ما بداخلك على ورق فهذا سيحسن من شعورك السلبي الداخلي.

لا بد أن تسمح للشخص بالرحيل حتى تستطيع إغلاق صفحته والمضي قدما، ويتشكل ذلك بعدم محاولتك تتبع أخباره أو السؤال عنه عن طريق أصدقائه، أو تلتمس أي خبر قد يأتي منه .

معنى أنك تركت شخص ما أنك محوت كل ما يذكرك به صوره وذكرياته، وهداياه وكل شيء. من الأفضل لك أن تحذف رقم هذا الشخص من قائمة هاتفك نهائيًا حتى لا تضعف يوما ما و تقوم بالتواصل معه، وقم بإزالته من حسابات مواقع التواصل الاجتماعية، واقطع كل خيط يمكن أن يقودك لهذا الشخص.

من أفضل الطرق التي تشجعك على تجاوز الأمر هي الإنغماس بتكوين صداقات جديدة و عدم السماح لوجود أي أوقات الفراغ التي قد تستدرج مرور الذكريات التي تحاول نسيانها، اصنع ذكريات جديدة حتى تحل محل الذكريات المؤلمة بالتدريج إلى أن تجد أنه لم يعد لها وجود أصلا.

إلى جانب ذلك حدد بعض الوقت لنفسك لأن هذا سيساعدك في التركيز على نسيان الشخص بدل من تجاهل التفكير فيه.

حاول أن توازن بين الأمرين حتى لا تجد نفسك مشوش التفكير ومرهق.

لا تتوقع أن نسيانك لشخص ما سيكون بسيطا، فهذا لن يحدث بين ليلة وضحاها، فحينما تكون العلاقة حقيقية سيكون من الصعب عليك نسيانه وهذا الأمر سيستغرق وقت كبير،

لهذا أعط نفسك الوقت الكافي لنسيان هذا الشخص دون مقاومة التفكير بذلك. و لا نستطيع تحديد وقت معين، بل يختلف ذلك من شخص لآخر حسب مرونته و قدرته على التجاوز و النسيان.

يظن البعض أن نسيان شخص قد يحدث عندما يحل شخص آخر مكانه، و لكن هذه الطريقة ستضرك لا محالة، وستظلم الطرف الآخر أيضا. لهذا يقول جول” تجنب نصائح أصدقائك، فأنت وحدك الذي تحدد ما تريده”.

بالتأكيد لن يكون الأمر سهلا أن تنسى لكن أن تغفر هو أمر تحت سيطرتك نوعا ما ففائدته قد تنفعك قبل أن تنفعه، تعلم أن تتصالح مع فكرة الإختلاف في العلاقات و أنه قد يأتي وقت نهايتها يوما ما،

وإذا علمت بعد ذلك بإرتباطه بشخص جديد كن متسامحا مع ذلك و لا تفكر بالإنتقام لأنه لن يجلب لك إلا الشر .