مجتمع

معاناة مرضى المهق ورحلة العذاب في افريقيا

نشرت صحيفة “ميل أونلاين” البريطانية تحقيقاً مطولاً حول تجارة الأعضاء البشرية والاغتيال في ملاوي وشرق إفريقيا، الذي يتعرض له مرضى المهق ويعرف بـ “”ألبينوس” – علميا -، وهو اضطراب خلقي يترتب عنه غياب صباغ الجلد الطبيعي؛ كذا في العينين والشعر.

المهق

وذكرت الصحيفة أن هذا العمل يتم في الغالب، بواسطة سحرة أو مُدعي المعالجة الروحية الذين يقومون باستئجار رجال يقومون بضرب المرضى القادمين من مجتمعات ريفية فقيرة وغير متعلمة، إلى درجة الموت، ومن ثم يقومون ببتر العديد من أعضائهم بهدف بيعها لتستخدم في عمل جرعات وأدوية معينة تباع بأسعار ضخمة. وغالبا ما تزدهر هذه التجارة قبل موسم الانتخابات.

ويرجع ذلك لاعتقاد شائع بأن أعضاء هؤلاء الناس المصابين بالمهق، بها خصائص تساعد على الشفاء، بل تجلب المال والشهرة والنفوذ.

وهو أمر متوارث منذ القدم تلفه الأساطير والحكايات، المتناقضة ما بين اللعنة التي يرى المجتمع أنها أحلت بهؤلاء من قبل الله فجاء بهم على هذا الشكل، وما بين اليقين بأن في جسدهم شفاء واستجلاب للحظ.

وهكذا يعاملون من جهة بوصفهم وصمة عار يجب التخلص منها، ومن جهة ثانية بأنهم مصدر السعادة المقبلة.

المهق

في تحقيق حديث لـ بي بي سي 2، قام طبيب بريطاني أمهق – هو الآخر – بكشف الضوء عن هذه التجارة البشعة، مضيئا ظلماتها في ملاوي.

وأوضح الدكتور أوسكار ديوك (30 سنة) لماذا تحدث هذه الجرائم ومن المسؤول عنها بالضبط، حيث زار الرجل ملاوي وتنزانيا، ورأى كيف أن الأطفال الذين يعانون من هذا المرض الجلدي “المهق” وكذا الشباب يتم احتجازهم في ظروف بائسة ويقوم حراس بمنعهم من الهروب في منازل أو معسكرات خاصة بهم.

ويشكل هؤلاء الناس عبر استغلالهم طريقا لثراء البعض بتوظيف أعضائهم فيما يعتقد أنه يكسب المال والجاه والمجد، وحيث إن الجرعة من دواء ينتج بخلط أجهزة وأطراف هؤلاء المساكين، تباع بما يقدر بـ 7 آلاف جنيه استرليني.

ومع الفقر وحيث لا يتجاوز دخل العامل الزراعي 72 جنيها استرلينيا سنويا فإن أي شيء يصبح قابلا للتصديق.

جرائم اختطاف وقتل!

تقدر الإحصائيات أن حوالي 70 من المصابين بالمهق قد خطفوا أو قتلوا خلال العامين الماضيين، وهو ما دعا خبير بالأمم المتحدة مهتم بهذا الموضوع إلى التحذير بأن المهاقين قد يتعرضون للانقراض في منطقة شرق إفريقيا، لأن المشكلة الآن يتم تصديرها عبر الحدود من ملاوي إلى دول مجاورة مثل تنزانيا التي لديها واحد من أعلى معدلات الإصابة بالمهق في العالم.

ويقول الطبيب ديوك إن المهق يأتي مع الولادة وينتج عن نقص الميلانين، وهي المادة الكيميائية المسؤولة عن تلوين العين والجلد والشعر، وفي أوروبا فإن الخطر الأكبر الذي يتعرض له هؤلاء الناس هو ضعف البصر أما في إفريقيا مع الشمس الحارقة، فسرطان الجلد هو الأكثر انتشارا بين مصابي المهق ما يؤدي لوفاتهم.

وتكشف الدراسات انتشار سرطان الجلد بين المهاقين في تنزانيا حيث إنه بعد سن الأربعين فإن 2 بالمائة فقط من المصابين بالمهق يبقون على قيد الحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
اشترك الآن مجاناً مع أنا سلوى سوف تصلك أخبارنا أولاً ، وسنرسل إليك إشعاراً عند كل جديد لا نعم
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com