شخصياتلقطاتمشاهير

من هو جاك سعادة الملقب بأسد البحار؟

توفي “أسد البحار الحقيقي”، ورجل الأعمال الفرنسي الجنسية، اللبناني المولد، السوري الأصل وابن مدينة “اللاذقية” “جاك سعادة”، في 24 من الشهر الجاري عن عمر 81 عاماً، مخلفاً وراءه أسطولاً بحرياً يتجاوز 414 سفينة، تجوب 400 ميناء حول القارات الخمس.
وقد كتب عنه الناشط السوري “رامي فيتالي” في منشور يرثيه فيه : «لم يترك “اللاذقية” اختيارياً بل كان نتيجة قوانين التأميم التي أغلقت الباب أمام العمل الخاص في مجال النقل البحري وغيره، وعندما فتح الباب مجددا كان حاضرا بقوة بشركته في مجال الملاحة البحرية وفي إدارة محطة حاويات اللاذقية التي تملك شركاته نسبة ٥١% من رأسمالها».
وأضاف : «أذكر أنه مرة قال لي مديري السابق في شركة محطة الحاويات الفلبيني فرديناند رانجو أنه يستغرب كيف يوافق سعادة على شروط العقد الصعبة مع وزارة المواصلات السورية، فقلت له ربما لأنه يعتبر اللاذقية مدينته وهو يرغب في الاستثمار فيها بغض النظر عن العائد، فأجابني بأنه لايجد تفسيراً آخر لذلك».
ولد “سعادة” عام 1937 في “بيروت”. اكتشف سر الحاويات الناقلة للبضائع، وأسس شركة “CMA CGM” الفرنسية، للحاويات والنقل والشحن بعد رحلة العلم التي بدأها في “لندن” لدراسة الاقتصاد، واستلام أعمال عائلته بعد وفاة والده في العام 1957، وانتقاله بشكل كامل إلى “مارسيليا” بعد الحرب اللبنانية في العام 1978، ليبدأ رحلة النجاح الكبرى عندما شقت بواخره “قناة السويس”، ووصلت في العام 1992 إلى “شنغهاي”، وأصبحت “الصين” الوجهة الأهم لمجموعته العملاقة.

وقد طور “سعادة” في العام 1996 عمله بقوة عندما اشترى شركة “البحرية العامة” من “الحكومة الفرنسية”، ودمجها مع شركته ليصبح اسمها ”CMA CGM”، فغدا مجال عملها النقل البحري، وصناعة السفن.

وفي العام 2012، وصل عدد سفن أسطول الشركة إلى 414 سفينة، تخدم أكثر من 400 ميناء في جميع أنحاء العالم، وفي 150 بلداً من خلال وكالاتها الـ 650، وتوظف 18000 شخصاً من بينهم 4700 في “فرنسا”. ووصلت إيراداتها لعام 2012 إلى 15.9 مليار دولار أميركي.

وصفته صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية : «بأنه أسد بحار حقيقي، وربان لاترقى إلى مهارته الشكوك».

تحدث في أحد المقابلات الإعلامية عن نجاحه : «أعمل يومياً 18 ساعة منذ 30 عاماً، وأؤمن بأن حياة الإنسان تقاس بالزمن الذي يقضيه بالعمل ومحاولة إيجاد الحلول لمشاكل الحياة على كافة الأصعدة، وأتفهم أن الكمال في العمل هو من المحال، ولكنني على يقين أن الأهمية تكمن في أن نعمل كل مايمكن لأن يكون عملنا أقرب إلى الكمال. في “فرنسا” بدأنا في الملاحة، وأنا أول من ذهب للباب الصيني، وبدأنا بالشحن من “الصين” إلى “فرنسا”».

فقبل أربعة عقود، وتحديداً في العام 1978، وضع سعادة المولود في بيروت وخريج جامعة «لندن سكول أوف إيكونوميكس»، الحجر الأساس للشركة التي ستتحول إلى عملاق النقل والشحن.

أنشأ «شركة النقل البحري» (سي إم آ) بسفينة واحدة وخط يربط مدينة مرسيليا في جنوب شرقي فرنسا بإيطاليا وسورية ولبنان، البلد الذي غادره هرباً من الحرب الأهلية. بدأت سفنه تعبر قناة السويس اعتباراً من العام 1983، وفي 1986 افتتح خطاً بين أوروبا الشمالية وآسيا، ثم أسس في 1992 أول مكتب تجاري لشركته في الصين، وتحديداً في شنغهاي.

حققت «سي إم آ» نجاحاً كبيراً من خلال النقل بالحاويات، لكنها راهنت أيضاً على عمليات الاستحواذ، فاشترت شركة «سي جي إم» عام 1996، ثم شركة «ديلماس» عام 2005، واعتباراً من 2006 باتت «سي إم آ سي جي إم» الثالثة في العالم في قطاع النقل البحري. وبعد تسجيل خسائر عام 2016، عادت المجموعة إلى تحقيق أرباح طائلة عام 2017 بلغت 701 مليون دولار من الإيرادات الصافية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
اشترك الآن مجاناً مع أنا سلوى سوف تصلك أخبارنا أولاً ، وسنرسل إليك إشعاراً عند كل جديد لا نعم
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com