جمال

ميتسوكو MITSOUKO، أسطورة عطرية ، غموض من جيرلان

غير متوقع. متجدد. مستقبلي. نوع من المزج والتنسيق العطري الذي لا يمكن إبداعه إلا بواسطة دار جيرلان. أسطورة العطور الحديثة، ميتسوكو Mitsouko، عطر تمّ إعادة ابتكاره بحلة جديدةللقرن الحادي والعشرين من قبل فنانة فرنسية وسباقة لعصرها ورائدة بامتياز.

بالنسبة إلى جيرلان، هناك عشقان، عشق للعطر وعشق للفن يسيران جنبًا إلى جنب. ومنذ تأسيسها في العام 1828، سعت الدار باستمرار إلى البحث عن مواهب جديدة والتعاون معها لإبداعات أصلية مميزة.

ميتسوكو MITSOUKO، أسطورة عطرية ، غموض من جيرلان


في
العام 2021، قامت جيرلان بإعطاء الفنانة الرائدة جان بريّانJeanne Briand تفويضًا مطلقًا. نجمة صاعدة في المشهد الفني الناشئ في فرنسا، وكانت قد قدّمت للدار تصميماً جريئاًجوهرياً، مبتكراً بتميز كالعديد من إبداعات جيرلان العطرية.

في هذا التعاون، اختارت الفنانة الشابة الزجاج، مادة تساعدها في الربط بين الإلهام الإبداعي والعطر المميز، إذ أن الزجاج غني جوهراً وروحاًقامت الفنانة بصناعة حرفيّة لمجموعة من ثماني أواني بأشكال عضوية حسيّة، مدهشة نهاراً كما وهي مذهلة ليلاً، عندما يتحول الزجاج الأسود إلى اللون الأزرق الفسفوري.

إبداعاً رائعاً كهذا كان لا بد من أن يستحق أسطورة، العطر الذي تحمله ميتسوكو أبسولو 17 Mitsouko Absolu، جاء تكريماً لهذه التحفة الفنية: ميتسوكو Mitsouko. تركيبة جديدة تمّت صياغتهاحصريًا لهذا العمل الفنيّ من قبل تييري واسر Thierry Wasser، مبدع العطور الرئيسي لدى جيرلان، ودلفين جيلكDelphine Jelk، مبدعة العطور والمديرة الإبداعية للدار، بالتعاون مع جان بريّان Jeanne Briand، ميتسوكو أبسولو 17 Mitsouko Absolu يعيد ابتكار العطر الأيقوني من خلال العطرالفخم أبسولو دو بارفان Absolu de Parfum. تركيبة فنيّةتذكرنا بحديقة يابانية غنّاء، عطر ميتسوكو أو دو بارفانMitsouko Eau de Parfum مقدّماً في قارورة من كريستالباكارا Baccarat، إصدار استثنائي موقعاً ومرقماً يقتصر على 8 قطع في جميع أنحاء العالم.


ج
ان بريّان JEANNE BRIAND، نسمات من الإلهام

فنانة فرنسية ولدت في العام 1990، درست جان بريانJeanne Briand في المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة في باريس، وتخرجت في العام 2015. وفي الوقت نفسه، عملت مع كبار صانعي الزجاج الذين قاموا بتعليمها حرفة الزجاج المنفوخ بالفم.

في العام 2009، عملت على إعادة استخدام أنابيب الاختبار، وبدأت بسلسلة من الزجاج المنفوخ على شكل رحم مستوحى منالعالم الجديد الشجاع لـ ألدوس هكسلي Aldous Huxleyلمعالجة قضايا الهوية الجينية. خلال برنامج التبادل في معهد كاليفورنيا للفنون، لوس أنجلوس في العام 2014، بدأت العمل على منحوتات زجاجية منفوخة بالفم تمثل “سايبورغ غاميتس” وتحولت إلى آلات موسيقية تعمل بالهواء، متصلة بمقابس USBوكابلات صوتية تتيح للمشاهدين سماع اهتزازات المادة وتنفس الفنان.

في معمل الاستوديو الخاص بها، تنسج جان بريّان Jeanne Briand المواد والجزيئات والتأثيرات. تنبع رؤيتها للأشكال من المواد التي تتكون منها. تقف أعمالها الهجينة المصنوعة من الأنابيب المعدنية، أو الزجاج، أو الطين، أو الجلود عند مفترق طرق التقنيات الصناعية والحرف القديمة.

تمّت مكافأة عملها التجريبي المستقبلي من قبل جائزة قصر الفنون الجميلة بباريس Prix du Palais des Beaux-Arts de Paris جائزة التقنيات الجديدة Prix des nouvelles technologiesالعام (2016) وجائزة أوريجAurigeأصدقاء الفنون الجميلة في باريس Amis des Beaux-Arts de Paris العام (2015) ، ومجموعة مختارة من صالون مونروج Montrouge في العام 2017.

بالنسبة إلى المنسق والباحث الفني نيكولا بوريو Nicolas Bourriaud، الذي يصّور مقاربتها وكأنها “واقعية بيولوجية”، “جان بريّان Jeanne Briand هي واحدة من فناني هذا الجيل الجديد الذين يمكن اعتبارهم “ماديين”، شرط أن يتمّ تعريف هذا المفهوم من منطلق متفهم وعقل منفتح: ليس علميًا ولا مقصورًا على أي جانب من جوانب المادة الحيّة، تساهم جان بريّان Jeanne Briand في تغيير معايير الطبيعة والثقافة، بالإضافة إلى معايير “الواقع. “

ميتسوكو MITSOUKO، أسطورة عطرية ، غموض من جيرلان
ج
ان بريّان Jeanne Briand وفي أحدث معرض فني لها، بعنوان “سوما (أند ليكويد جير)Soma (& liquid gear) في بروكسل (فبراير – أبريل 2021) قامت بعرض أعمال مستوحاة من ذكريات طفولتها عن ركوب السيارات حيث كانت جين الشابة، التي تجلس على المقعد الخلفي مع شقيقها التوأم، تتنشق عطر والدتها … ميتسوكو Mitsouko. تشرح الفنانة قائلةً: تستحضر سوما (أند ليكويد جير)” Soma (& liquid gear) وقتًا غير محدد ذات صفة عالمية إنما حميمية في الوقت نفسه: الطفولة”.

أتذكر، في الليل، عندما كنت أغفو على المقعد الخلفي لسيارة أمي، ودائما الى جانب أخي التوأم، نتعرف على العالم ونستكشفه. مقعد سيارتنا الخلفي كان في أعيننا عبارة عن سفينة ضخمة؛ ونفحات من عطر والدتنا كانت تشق طريقها وتهب علينا، تشعرنا بإثارة السرعة ونبضها

لقد قمت بابتكار تمثالًا لهذه السيارة من هذه الذكريات الحسيّة. في المطلق، إنني أصنع منحوتات وأبتكر روايات من الأشياء التي من حولي لإنتاج عالم موازٍ، مزدوج. وأكثر ما يثير اهتمامي هو نسيج هذا العالم، الذاكرة أو الإحساس”.

زجاجة على شكل قطرة، كأنها سُبكت على عنق الفنان

قطعة مذهلة، تنساب سائلة برشاقة وأناقة كالعطر الثمين الذي تحويه، زجاجة من تصميم جان بريّان Jeanne Briand تحتضن معانقة جسم مرتديها.

مثلما يتمّ وضع العطر بين العنق والكتف، عند نقاط النبض التي تضخم أثره، يُسبك الزجاج بفن ٍعلى الجسم، مشكلاً المنحنى بين العنق والكتف. ليستقر الزجاج على غصن أسود مثبتاً في نهاية هذا التشكيل.

تستحضر الزجاجة أيضًا قطرة، تتبلور عند ملامستها الجسم، كالعطر الذي يداعب البشرة. يتردد صدى حركتها من خلال الحصى الزجاجية المرنة التي صممتها جان بريّان Jeanne Briand، المستوحاة من الحدائق اليابانية، في التركيب الذي تمّتقديم القطعة فيه. تستمد القطعة، بشكلها الشبه عضوي، من مدرستين رئيسيتين في صناعة الزجاج: المدرسة الاسكندنافية بخطوطها الانسيابية على الطراز الياباني تقريبًا؛ والمدرسة الفينيسية، التي تركّز على الحجم، والاستدارة، والترف.

تكشف القطعة عن بُعد ثالث أكثر إثارة للدهشة، مستوحى من التلألؤ الحيوي للكائنات البحرية. أسود أثناء النهار، كلغز الحب الممنوع، تُظهر القطعة ألوانها الحقيقية أثناء الليل، عندما يتحول لونها الى الأزرق الفسفوري الفاتن. يجعل توزيع الأصباغ المضيئة في الزجاج كل قطعة فريدة من نوعها. انعكاسًا على ما هوملموس وغير ملموس، تعطي هذه الزجاجة الرائعة العطر شكلًا فنيّاً يكاد يكون غير مرئياً

مثالًا للتوازن والتناغم، تمّ ابتكار هذا المشروع، وتمّ استلهامه من الحدائق اليابانية” ، كما تقول جان بريّان Jeanne Briand. “يسعى فن الحديقة اليابانية إلى إعادة إنتاج الطبيعة ويقدمها بطريقة مضخمة. متعرج إنما ينساب بسلاسة، أناقة سهلة إنما تم تنظيمها بمهارة، وعلى الرغم من عدم التناسق المتعمد، تأتيمعززةً للهدوء والصفاء. جوهرها هو فن الإخفاء. من خلال اللعب على المستويات المختلفة في التكوين، يتضمن عناصر معينة تكون خفية لخلق مفاجآت. كما يحتوي عطر ميتسوكو أبسولو Mitsouko Absolu 17 أيضًا على تفاصيل خفيّة، غير مرئية عند الوهلة الأولى … تتغير عندما يحل الليل “.

عمل فني يمزج بين الفن المعاصر والمعرفة العلمانية

زجاجة عطر ميتسوكو أبسولو Mitsouko Absolu 17هي نتاج عمل جسدي للغاية، قامت به جين بريانJeanne Briand في استوديو نفخ الزجاج في فرنسا.

يستغرق صنع الزجاجة خمسة أيام: 45 دقيقة لعملية النفخ، ثم ليلة كاملة ليتم تبريدها. يجب بعد ذلك تشكيل شكل العنق حيث ستوضع السدادة، ويتمّ نحت البصمة التي ستصبح السدادة. وتوضع في الفرن لمدة ثلاثة أيام كما ويتمّ صقلها لساعات لإتقان مظهرها النهائي. نظرًا لأنه يجب عمل الزجاج في درجة حرارة معينة، يجب على الفنان والحرفيين الزجاجيين في استوديوأركامجلاس” Arcam Glass تنسيق حركاتهم بمهارة، كأنهم يقومون في رقصة باليه مصممة، عند رفع الزجاج المنصهر، ومن ثم عملية نفخه بواسطة أنبوب النفخ.

ميتسوكو MITSOUKO، أسطورة عطرية ، غموض من جيرلان
بعد نفخ
الزجاج، يجب نقل القطعة فورًا إلى فرن التلدين، حيث ستتم إعادتها تدريجيًا إلى درجة حرارة الغرفة، حتى لا تنكسر. يجب على الفنان الانتظار لمدة 24 ساعة لمعرفة ما إذا كانت الزجاجة لم تنكسر أثناء الليل.

في الخطوة التالية، المعالجة الباردة للزجاج للحصول على اللمسات النهائية للقطعة، ثم يتمّ قطع أثر أنبوب النفخ وصقله بدقة لجعله سلسًا تمامًا.

مزيج من الفن المعاصر والمعرفة العلمانية التي تتوافق مع نهج دار جيرلان Guerlain الإبداعي.

ميتسوكو MITSOUKO، أسطورة، غموض

ميتسوكو Mitsouko… ميتسو Mitsou… الصوت حلو جدًا والمعنى حلو أيضًا … لأن ميتسو في اليابانية تعني قرص العسل. وأيضًا تعني، عندما تُكتب بحرف صيني آخر، الغموض“.

ولد في العام 1919، وهو أول عطر فاكهي من عائلة العطور المجردة، ويتميز برائحة خشبية تمزج الباتشولي والطحالب. إذا كانت تحمل اسم جزيرة أفروديت، فقد يكون السبب في ذلك أنه في عصر الحروب الصليبية، كانت تُصنع هناك أنواع من المعاجين المعطِّرة على شكل طائر تسمى “طيور الشيبر“. كانت جيرلانGuerlain من بين الدور الأولى التي أطلقت اسم “الشيبر” على عطورها، حوالي العام 1844.

لكنه ولتسمية ميتسوكو في العام 1919، استعار جاك جيرلانJacques Guerlain اسم البطلة اليابانية من رواية ذائعة الصيت“لا باتايLa Bataille (1909) أو المعركة لكلود فارير Claude Farrère. ولدت إبان الحقبة الجميلة البيل إبوك Belle Époque، حيث كانت الأزياء بالأسلوب الياباني Japonism لا تزال رائجة جداً بعد الحرب العظمى. استوحى الاسم من بطلةالرواية، أرستقراطية يابانية شابة تعيش حبًا ممنوعًا مع ضابط إنجليزي، وعطر ميتسوكو Mitsouko سيحتفظ ويتضمن على الدوام فكرة الغموض …

في الواقع، إن توتر العطر والاختلاف بين الليل والنور، وحتى يومنا هذا، يبقى مفارقة. مُشرق، حيث يتسامى البرغموت العزيز جداً على دار جيرلان Guerlain في مقدمته. ناعم، بسبب نغمات الخوخالذي كان جاك جيرلان أول من قام بعرضها وتقديمها في اتفاق عطري غامض، خشبي من الشيبر، يزينه قلب من الياسمين ووردة مايوإنما أيضًا، هو عطر نابض بالحياة، بسبب التوابل اللاذعة. وفوق كل شيء، ليلي – مثل الحب الممنوع – بسبب الجفاف الخشبي لطحلب البلوط ونجيل الهند الممزوج بالملح. أكثر من مجرد شيبر أسطوري، ميتسوكو Mitsouko عطر أسطوري، عطر المشاهير والاسماء الأيقونية مثل سيرجي دياجيليف Sergei Diaghilev، تشارلي شابلن Charlie Chaplin، إنجريد بيرجمانIngrid Bergman، واليس سيمبسون Wallis Simpson، ديانا، أميرة ويلز Diana, Princess of Walesإنه بالفعل أثر عطري أسطوري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
اشترك الآن مجاناً مع أنا سلوى سوف تصلك أخبارنا أولاً ، وسنرسل إليك إشعاراً عند كل جديد لا نعم
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com