صحة

نصائح مهمة للوقاية من السرطان

 

يؤدي الافتقار إلى المعرفة بأعراض الورم الدماغي، المنتشر بين الناس على نطاق واسع، إلى حدوث قلق غير مبرّر بين كثير من الأشخاص، لكنه في المقابل يقود غيرهم إلى تأخير البحث عن المساعدة، ظنّاً منهم بأنهم لا يحتاجون إليها، وفقما قال أخصائي بارز في جراحة الدماغ والأعصاب.

وقال الطبيب الدكتور جين بارنيت في تصريحات عشية اليوم العالمي لأورام الدماغ، الذي يصادف الثامن من شهر يونيو من كل عام، إن المؤشرات الأكثر شيوعاً على الإصابة بورم في الدماغ تشابه كثيراً تلك الخاصة بحدوث السكتات الدماغية، لافتاً إلى ظهور بعض أعراض الإصابة تدريجياً على المصاب، لا بصورة مفاجئة، وتشمل الشعور بضعف وخدر في الأطراف، وصعوبة في المشي، وصعوبة في الكلام وتغيّر في الشخصية، وتغيّر تدريجي في الإبصار.

ويتألف الورم الدماغي من تجمع أو كتلة من الخلايا غير الطبيعية في الدماغ. ونظراً لأن الجمجمة صلبة، فإن أي نمو داخل مساحتها المقيدة يمكن أن يتسبب في حدوث مشاكل كبيرة، سواء كان الورم سرطانياً خبيثاً أو غير خبيث.

وقال الدكتور بارنيت إن هذه الحالة يمكن أن تؤثر على أي شخص في أي وقت، نظراً لإمكانية تشكل الأورام الأولية دون أي مقدمات وبصورة غير متوقعة، وأضاف: “نادراً ما ترتبط أورام الدماغ بنمط الحياة، على عكس الأورام التي تصيب أجزاء أخرى من الجسم، مثل الرئتين أو الكبد أو الفم، إذ يُعتقد أن أورام الدماغ تصيب المرضى عشوائياً. وبالرغم من وجود مجموعة صغيرة من المرضى الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بأورام الدماغ، يعتقد أن هذا الأمر غير شائع”.

وعلى الرغم من اتفاق الخبراء القائم حول الأورام، فإن الإيمان بالخرافات المحيطة بها، ولا سيما السرطانية منها، يستمر في كثير من المجتمعات، مثل القلق السائد الذي قد يكون الأكثر شيوعاً من أن استخدام الهواتف المحمولة قد يؤدي إلى الإصابة بأورام الدماغ، وهو خوف يؤكّد الدكتور بارنيت أنه “في غير محله”، بالرغم من أن الهواتف المحمولة تُصدر إشعاعات.

وتُعتبر الأدلة التي تشير إلى وجود علاقة بين الهواتف المحمولة وأورام الدماغ ضعيفة للغاية، بينما تشير غالبية الأدلة إلى انتفاء أية علاقة بينهما، ما جعل الدكتور بارنيت يؤكّد أنه “لا داعي للقلق من كون الهواتف المحمولة سبباً للأورام”.

وعلى عكس الاعتقاد الشائع الآخر، فإن الصداع نادراً ما يكون أحد أعراض الإصابة بورم دماغي. ومع وجوب إجراء الفحوصات للتحقق من أسباب الشعور بألم شديد أو مستمر، ينبغي ألاّ يشعر المريض بفزع غير مبرّر.

وقد يؤدي الكشف المبكر إلى تحقيق نتائج أفضل في عدد من أنواع الأورام، لذلك ينبغي على أي شخص ينتابه القلق حيال نوع أي من المشاكل العصبية التي لا تتحسن أو يبدو أنها تزداد سوءاً، أن يعرض نفسه على الطبيب لإجراء التشخيص المناسب.

وقال أخصائي الأورام إن أكثر أورام الدماغ شيوعاً هي تلك التي تبدأ في مكان آخر، مثل الرئة أو الثدي. في هذه الحالات، وُجد أن الانتشار الواسع للجراحة الإشعاعية، وهي نوع من أنواع العلاج الإشعاعي الموجَّه، قد أدّى إلى تحسين النتائج تحسيناً كبيراً. ويتم اللجوء في كثير من الأحيان إلى الجمع بين عدد من الأساليب العلاجية، بما فيها الجراحة والعلاج بالليزر والإشعاع والعلاج الكيميائي وغيرها، من العلاجات الدوائية كالعلاج المناعي.

واستطاع مستشفى كليفلاند كلينك الواقع في ولاية أوهايو الأمريكية أن يمسك بزمام الريادة في عدد من أساليب العلاج الثورية للأورام الدماغية. وحظي إجراء علاجي قدّمه مستشفى كليفلاند كلينك ويُسمّى “الحقول العلاجية للورم”، باعتماد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قبل عامين، للاستخدام في علاج الأورام الأولية الخبيثة التي تم تشخيصها حديثاً أو متكررة الحدوث.

ويتمّ في هذا العلاج المبتكر وضع أقطاب كهربائية على الرأس وتمرير موجات كهربائية عبر الدماغ من شأنها أن تمنع نمو الورم. وأوضح الدكتور بارنيت أن تمرير الموجات الكهربائية عبر الدماغ بترددات معينة، يمكنه قمع الخلايا السرطانية ومنعها من الانقسام.

ويتولّى الدكتور بارنيت إدارة مركز روز إيلا بوركارت لعلاج أورام الدماغ والأعصاب التابع لكليفلاند كلينك، ومضى إلى تأكيد “أننا كنا أول من استخدم هذا الجهاز على مستوى العالم في علاج أورام الدماغ البشري، وذلك في أواخر العقد الأول من الألفية الجديدة، ولا يزال يخضع لتطوير مستمرّ”. وانتهى إلى القول: “يشكّل هذا الجهاز في الوقت الراهن علاجاً لعدد من أورام الدماغ في الولايات المتحدة وبعض أجزاء أمريكا الشمالية، ولكن في النهاية أرى حتمية انتشاره في أنحاء العالم، كونه أداة مهمة في صندوق الأدوات الخاص بجراحة الأعصاب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
اشترك الآن مجاناً مع أنا سلوى سوف تصلك أخبارنا أولاً ، وسنرسل إليك إشعاراً عند كل جديد لا نعم
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com