علاقات

هل التجارب العاطفية السابقة تزيدنا نضجاً ؟

هل التجارب العاطفية السابقة تزيدنا نضجاً ؟

يحتاج المرء إلى ما يضمد جراحه بعد خروجه من ألم و فشل عاطفي , لكن التخبط ما بين ذكريات الماضي و ما بين الخوف من تجربة جديدة و ما بين الحاجة لمنقذ يشفي الجراح و يملأ الفراغ , يجعلنا في حالة من الاضطراب و لكن أخذ القرار في علاقة جديدة أمر منطقي , فبعد الفشل في علاقة غرامية؛ يتحدث الإنسان عادة عن أنه تطور عاطفيا ونفسيا وعقليا بشكل أو بآخر، في جوانب مختلفة. ومن بين هذه الجوانب أمور مثل الشعور بالثقة أو الاستقلالية.

لكن لا يوجد ما يؤكد حدوث هذا التطور و التعلم من تلك التجربة سوى ما يقوله المرء عن نفسه

المفاجأة أن الدراسات التي تتناول مدى التطور والنضج الشخصي الذي يطرأ على المرء بعد مروره بحدث مؤلم أو صادم، تُظهر في غالبية الأحيان أن مثل هذه الحوادث لا تفضي إلى حدوث أي تغيير على أرض الواقع.

ويُعزى تصورنا بأننا نضجنا عقليا وعاطفيا بعد فشل تجربة غرامية ما إلى تحيز معرفي يُعرف باسم “الأوهام الإيجابية”.

ويقول تاي تاشيرو، وهو خبير في علم النفس ومؤلف كتاب “علم السعادة الدائمة”، إن البشر يبالغون أحيانا في تصورهم لمدى إحساسهم بمثل هذه المشاعر الإيجابية، وذلك في محاولة لتعزيز ثقتهم بأنفسهم وتقديرهم لذواتهم.

ويضيف: “قد يخدش الانفصال إحساسك بتقدير الذات، ولذا يقود قولك لنفسك إنك أصبحت أكثر استقلالية (بعد انتهاء هذه العلاقة) إلى تعويض ذلك وموازنته. ربما لا تكون حالتك على هذه الشاكلة في الواقع، لكن ذلك التصور يقلل من شعورك بالألم”.

وتشير الدراسات التي أجراها تاشيرو خلال عمله في جامعة ميريلاند، إلى أن نتائج اختبارات النضج العقلي والعاطفي وتطور الشخصية، لم تتأثر على الإطلاق بعثور المرء على شريك جديد، أو بالفترة التي فصلت بين انتهاء علاقة وبدء أخرى.

ويعني ذلك أن انتظارك لوقت أطول قبل أن تواعد شخصا جديدا، لن يؤدي بالضرورة إلى جعلك في وضع أفضل، على صعيد تطور شخصيتك ونضجك العقلي والعاطفي.

وعلى أي حال، ربما ستدفع نفسك إلى تصور أنك أصبحت أكثر نضجا، بغض النظر عما إذا كان ذلك صحيحا أم لا.

في الوقت ذاته، تتأثر مسألة نضجك وتطورك بالسبب الذي تختار أن تُنحي عليه باللائمة في انهيار علاقتك العاطفية السابقة. فهل ستعتبر أن ذلك يعود إلى خطأ بدر منك أم من شريكك، أم أنه ناجم عن عامل خارجي ما؟

وقد تبين أن من يُحملّون المسؤولية لعوامل متعلقة بالبيئة الاجتماعية المحيطة – كظروف العمل أو عدم القدرة على التوائم مع عائلة الطرف الثاني في العلاقة – يقولون إنهم نضجوا بشكل أكبر وتطوروا على أصعدة شخصية عدة بعد الانفصال. أما من أشاروا إلى أن هذا التطور والنضج كانا في معدلاتهما الأدنى، فكانوا هم من لاموا أنفسهم بشأن سبب انهيار العلاقة العاطفية.

وربما تعتمد مسألة تطور المرء ونضجه بشكل ملموس بعد علاقة عاطفية فاشلة، على الدروس التي تعلمها خلالها. ويميل من تمكنوا من تطوير شخصياتهم في جوانب محددة بشكل أكبر بعد انفصالهم عن حبيب سابق، إلى الدخول في علاقاتهم العاطفية التالية، وهم يتمتعون بحكمة أكبر.

ويقول تاشيرو إن النموذج الأفضل الذي قابله في هذا الصدد، تمثل في رجل قال له إنه تعلم من تجربته العاطفية الفاشلة أن يقول “آسف”.

وقال الباحث في هذا الشأن: “أحببت ذلك لأن له طابعا خاصا. وبدا حقيقيا للغاية. مثل هذا القول سيساعد ذلك الشاب في كل علاقاته المقبلة”.

مواضيع أخرى : 

كيف تتعامل مع شخص يتجاهلك بذكاء

http://عشرة عادات خاطئة تؤدي إلى تساقط الشعر ابتعدي عنها

ريان شيخ محمد

نائب رئيسة التحرير ورئيسة قسم علاقات بكالوريوس في الهندسة المدنية - قسم الطبوغرافية - جامعة تشرين مدربة في تطوير الذات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
اشترك الآن مجاناً مع أنا سلوى سوف تصلك أخبارنا أولاً ، وسنرسل إليك إشعاراً عند كل جديد لا نعم
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com