مجتمع

وفاة سفيرة الإنسانية الطفلة ريتاج الشهري

بصوت حزين ودموع الألم والسحرة نعى والد الطفلة ريتاج الشهري ابنته سفيرة الإنسانية قائلاً: اللهم إنا نشهدك على صبرنا على فراقها، بعد أن ألهمت الناس بقصتها وإصرارها، وتغلبها على صعوبة مرضها النادر.

الشهري قال في حديثه لـ”العربية.نت”: لقد توفيت ريتاج بعد معاناة 14 عاماً من المعاناة من مرض نادر عام في الجسم، وليس له علاج، فالمرض كان عبارة عن تليف رئوي، وحرمان القدرة على التنفس الطبيعي مع انحناء في الظهر، والعمود الفقري، وتغير صبغة الجسم كاملاً، والغدة الدرقية.

ووصف حياتها بـ”المعاناة” فقال: فمنذ أن بلغتُ من العمر 9 أشهر عانت من ارتفاع في درجة الحرارة، وعند مراجعة المستشفى تم اكتشاف المرض، وتم إبلاغه أن الحالة خطرة، وأنها تعاني من الجفاف، ومن ذلك الحين بدأت رحلتها مع الألم ومعاناة الأسرة لمحاولتها التخفيف عنها، ونقلتها من مستشفى لآخر ومشوار طويل من الألم والتحاليل، حتي ظهر هذا المرض الذي حول حياتها لمتاعب لا تنتهي.

ريتاج الشهري ريتاج الشهري

ابتسامتها لم تفارقها

وأضاف: “لم يكن لدينا رغبة في نشر قصتها على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن إصرارها على زرع الابتسامة جعلنا نقوم بدعمها بكل ما أوتينا من قوة، تقديراً واحتراماً للرسالة الإنسانية التي كانت تبثها للناس، فقد كانت تقول: أنا إنسانة قوية، والإنسان لا يقف أمامه شيء، والمعاق هو المعاق فكريا، وفي النهاية سيشفيني الله من هذا المرض، ولو ظللت في حالة بكاء وحزن فلن يفيدني ذلك”.

 المعاناة منذ البداية

لم تعش ريتاج كغيرها من الأطفال، فقد كانت أنبوبة الأكسجين ملازمة لها تمنعها من اللعب ومن الحركة، وعلى الرغم من ذلك استبسلت في معركة الحياة، وأطلقت رسالتها حمائم بيضاء ورسائل ابتسامة وأمل، على الرغم من تعطيل المرض لحياتها ودراستها، إلا أنها كانت صابرة وتنشر الأمل والتفاؤل أينما ذهبت.

توقف والد “ريتاج” عن الحديث لحظات ليغالب دموع الحسرة والألم، ليعود ويلهج بالدعاء: جعلها الله في الفردوس الأعلى من الجنة”.

سوياً مهما حصل

واستطرد بقوله: “يا ليتني سمعت صوتها فقد كانت في غيبوبة 25 يوماً، وفي إحدى المرات استيقظت فجأة وأشارت بأصابعها لي ولوالدتها، وكأنها تقول نحن سوياً مهما حصل، وكانت سعيدة بوجودنا بقربها، وكان ذلك آخر عهدنا بها، ورأينا آخر ابتسامة وعادت للغيبوبة”.

وختم حديثه: “نحن صابرون ومحتسبون للأجر، فقد عانت من نقص الأكسجين، ومعاناتها الشديدة من التنفس الصناعي والتهاب الأنف والجيوب الأنفية، وأشياء وتفاصيل مؤلمة ومحزنة، إلا أنها كانت تزرع الابتسامة في كل مكان، غفر الله لها، والحمد لله على قضائه وقدره”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
اشترك الآن مجاناً مع أنا سلوى سوف تصلك أخبارنا أولاً ، وسنرسل إليك إشعاراً عند كل جديد لا نعم
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com