علاقات

تعرف أكثر على أسرار قانون الجذب

لقد اكتشف بعض المفكرين الغربيين أن علم طبيعة الكم (وهو العلم الذي يبحث في طاقة الأجسام المتناهية في الصغر) يستطيع أن يفسر لنا أموراً كثيرة في حياة الإنسان، فالشائع عند الناس مثلاً  أن معظم ما يحدث لهم في حياتهم هو شيء خارج عن إرادتهم وأن ما يقابلهم من مشكلات أو إحباطات هو من باب “ القضاء والقدر”  فيرددون عبارات مثل  “ما كتب على الجبين لا بد وأن تراه العين”  وأن  “الإنسان لا يستطيع الهروب من المكتوب”  وما إلى ذلك …أما المسؤول الأول عما يحدث للإنسان في حياته من أحداث ومن مشكلات فهو الإنسان نفسه.

قانون الجذب،أنا سلوىanasalwa

يقول د. روبرت أنثوني موضحاً : لو أنك كنت تعاني من بعض الضيق في الرزق فجعلت هذه النقطة محوراً يدور حوله معظم تفكيرك وتركيزك (سواء كان ذلك بإرادتك أو دون قصد منك) فإن النتيجة ستكون المزيد من “ضيق الرزق” في حياتك كما سيظل ضيق الرزق معك ولن يتركك طالما أن معظم تفكيرك وتركيزك منصب عليه؛ إن ما يحدث في هذه الحالة هو أن قانون الجاذبية يعمل على أن يأتيك بما تفكر فيه وتركز عليه، فقانون الجاذبية ينص على أن أي شيء تعطيه تركيزك وانتباهك معظم وقتك ستحصل عليه وذلك لأنك بتركيزك عليه تجذبه إليك، فمثلاً من يركز على المشاكل يجذب إلى نفسه المشاكل فيحصل عليها ومن يركز على الحوادث يجذب إلى نفسه الحوادث فيحصل عليها. ونحن جميعاً نعرف ان  الخوف يجعلك تفكر وتركِّز على الشيء الذي لا تريده فإذا ركزت عليه حصلت عليه ؛ ولكن قانون الجاذبية الذي يُحضر إليك ما تخافه عند تركيزك عليه هو نفسه الذي سيحضر إليك كل ما تحبه وترغب فيه إذا ركزت أيضاً عليه، فأنت إن ركزت على النجاح وأخذت بالأسباب حصلت على النجاح، وإن ركزت على سعة الرزق وأخذت بالأسباب حصلت على سعة الرزق، وإن ركزت على السعادة الأُسريّة وأخذت بالأسباب حصلت على السعادة الأُسريّة  .

قانون الجذب،أنا سلوىanasalwa

ومن دون اللجوء إلى علوم الماورائيات التي قد يرفضها البعض و يصدقها البعض فإن الله تعالى قد علّمنا ذلك , ورد في الحديث القدسي الذي أخرجه الإمام البخاري في صحيحه:

((يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ))  البخاري عن أبي هريرة

و في بعض آيات القرآن الكريم يقول الله عز و جل : ﴿ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ﴾ [ سورة الفتح : 6]

إن سعة العيش هي الأصل وهي سنة الحياة كما خلقها الله، فإن كنت تعاني من ضيق الرزق أو الفقر فأنت تسير بعكس سنن الكون وليس معها: أنت إذاً قد تركت الفرصة لقوانين الطبيعة من خارجك ولغريزة حب البقاء من داخلك لكي يعملوا ضد مصلحتك ، والصواب هو أن تتعلم كيف تستفيد من قوانين  الطبيعة وكيف تسيطر على غريزة حب البقاء بداخلك حتى يعمل الجميع لصالحك وتحقق أنت  أحلامك  إن قوانين الطبيعة والكون لا تتبدل ولا تتوقف عن العمل كما أنها لا تُفَّرق بين إنسانٍ وإنسان فهي لا تفرق إن كنت رجلاً أم امرأة، إن كنت شاباً أم شيخاً، إن كنت طويلاً أم قصيراً، إن كنت غنياً أم فقيراً، أو ما هو دينك أو لونك أو جنسيتك فهي تعمل للجميع دون تدخُّل: فقانون الجاذبية مثلاً سيعمل لك مثلما يعمل لغيرك كما أنه لن ينظر إن كان ما سيأتيك به يضرك أم ينفعك، فأنت من يقوم بعملية التركيز والجذب وأنت المسؤول عن اختيار ما تجذبه إلى نفسك. فإن كان الإنسان مسؤولاً عما يجذبه ، فلمَ لا يبتعد عما يضره؟

قانون الجذب،أنا سلوىanasalwa

و لا تنسى أن أي توفيقاً في الارض لا يتحقق إلا بتوفيق الله , خذ بالأسباب و توكل على الله عز و جل :﴿وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [سورة هود : 88]

ريان شيخ محمد

نائب رئيسة التحرير ورئيسة قسم علاقات بكالوريوس في الهندسة المدنية - قسم الطبوغرافية - جامعة تشرين مدربة في تطوير الذات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
اشترك الآن مجاناً مع أنا سلوى سوف تصلك أخبارنا أولاً ، وسنرسل إليك إشعاراً عند كل جديد لا نعم
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com