تجميلجمال

هل يعيد التجميل للمرأة ثقتها المفقودة بنفسها؟

غالبًا ما تلاحظ العديد من السيدات تغييرات في أجسامهن بعد الولادة. قد يكون الحمل قاسيًا ويترك آثارًا ملحوظة على جسم المرأة؛ بدءًا من زيادة الوزن بشكل سريع (وفقدانه في مرحلة لاحقة) وتمدد الجلد وصولًا إلى ضغط الجنين على الأعضاء الداخلية لأشهر طويلة. وفي أغلب الأحيان، تلجأ المرأة لاستشارة أخصائي جراحة تجميلية بعد الولادة لأنها تكون غير راضية عن شعورها تجاه نفسها سواء من ناحية جسدية أو عاطفية.

ويقول الدكتور خوان تاديو كروغوليك، أخصائي الجراحة التجميلية، مستشفى ميدكير للنساء والأطفال، “تأتي الجراحة التجميلية كخيار مناسب لاستعادة ثقة المريضة بنفسها وتعزيز مظهر جسدها أو تحسين شكل الندوب التي نتجت عن الحمل والولادة. إن قرار الخضوع لعملية جراحية ليس بالقرار السهل؛ فهو يتطلب الكثير من الشجاعة والتفكير، كما يجب أن تكون المرأة سعيدة بالاختيارات والقرارات التي تتخذها طوال رحلة العلاج. بعد اتخاذ القرارت المناسبة، تشعر الكثير من النساء بحافز قوي لـ «يبدأن حياة جديدة»؛ حيث يحرصن على تغيير عاداتهن في الأكل وممارسة التمارين الرياضية من جديد، كما يشعرن بثقة أكبر في المناسبات الاجتماعية”.
الجراحة التجميلية في دولة الإمارات

وعلق الدكتور خوان على الجراحة التجميلية في الدولة قائلاً: “إن الجراحة التجميلية تشهد نموًا متسارعًا في دولة الإمارات العربية المتحدة. ومن بين أهم العوامل التي ساهمت في هذا النمو توافر مستشفيات موثوقة ومزودة بأحدث التقنيات والكوادر الطبية المؤهلة، الأمر الذي قلّل الحاجة للسفر للخارج للحصول على العلاج. كما يمكن للمريضة البقاء في المنزل خلال مرحلة ما بعد العملية، والتواصل مع الطبيب الجراح في أي وقت تشاء. من جهة أخرى، كأطباء يوجد لدينا خيارات خاصة للأمهات تندرج تحت فئة «تغيير مظهر الأم». وهنا لا بد أن تتذكر الأم بأن شكلها الجديد لا يجب أن يكون مصدر إحراج أو خجل بالنسبة لها؛ بل على العكس تمامًا. نعم، لقد أصبحت أُمًا لطفل جميل وضحّيت بشكل جسمها، ولكن رغبتها بالتركيز على نفسها والاهتمام بمظهرها بعد الولادة لا يعني بأنها أم أنانية”.

وأوضح أهم وأشهر العمليات التي يمكن الخضوع إليها، من بينهم؛ عمليات تكبير وشد الثدي وشد البطن وشفط الدهون. ونظرًا لصعوبة عودة جلد البطن كما كان قبل الحمل في أغلب الأحيان؛ تعتبر عملية شد البطن التي تُعرف أيضًا باسم “رأب البطن” الخيار الأمثل، وهي عبارة عن عملية جراحية تستغرق من ساعتين إلى خمس ساعات. نقوم في هذه العملية بإزالة الجلد الزائد وتصحيح مكان السرّة لمنح عضلات بطنك الضعيفة حياة جديدة عبر شد جدار البطن. ويمكنك العودة لحياتك الطبيعية بعد 3 أسابيع تقريبًا من وقت العملية. أما بالنسبة لشفط الدهون، فهو إجراء بسيط جدًا ونتائجة رائعة. وحالياً لا يوجد خوف من الأعراض الجانبية للعمليات بفضل وجود مجموعة من أحدث التقنيات التي تستخدم في المستشفى، مثل جهاز شفط الدهون بالليزر وجهاز الليزر رباعي الأبعاد «الفيزر» وجهاز شفط الدهون بالموجات تحت الصوتية.

ويشير هنا الدكتور، إلى أن عمليات شفط الدهون لا تعتبر بديلًا عن تخفيف الوزن؛ ولكنها يمكن أن تحقق نتائج فعالة للتخلص من الدهون العنيدة التي لا تتجاوب مع الريجيم والتمارين الرياضية. ولذلك، لا تندهشي إذا طلب منك طبيبك خسارة وزن أكبر قبل خضوعك لهذه العملية. وبالاعتماد على حجم المنطقة التي ترغبين بشفط الدهون منها، قد تستغرق العملية من 45 دقيقة إلى ساعتين. قد تعاني المريضة من بعض الكدمات أو التقرّحات أو حتى الخدر، ولكن تظهر النتيجة النهائية عادة بحلول الشهر الثالث. يمكنك العودة للعمل خلال أسبوع أو أسبوعين من موعد العملية، ولكن عليك ارتداء ملابس ضاغطة لمدة ستة أسابيع لتحفيز الجلد على الانقباض وتخفيف التورم الذي لا بد منه.
مرحلة عمرية ونصائح
بالرغم من كل ما سبق، يشدد الطبيب على أنه يجب أن يدرك الشخص بأن التقدّم في العمر هي عملية مستمرة ولا يمكن لجراحات التجميل أن توقف الزمن عند مرحلة عمرية معينة. ولكن، يمكنها تحسين الصحة واستعادتها. إن اتباع نمط حياة صحي هو أمر في غاية الأهمية للحفاظ على نتائج العمليات. وبالنسبة للمرضى الذين يعتقدون بأن الجراحة التجميلية هي العصا السحرية التي تغير وضعهم بالكامل دون بذل أي جهد أو عناية من طرفهم ومن لديهم توقعات غير منطقية، فإني انصحهم بعدم الخضوع لأي عملية في الوقت الحالي كونهم غير مؤهلين لها ويحتاجون إلى دعم نفسي أولاً وادراك كامل لتلك العمليات.

إن من أهم عوامل نجاح العملية هو حصول المريضة على المشورة والإرشاد السليم والمبني على احترافية وخبرة عالية. تعد جراحات التجميل من التدخلات الطبية التي يمكننا السيطرة على مضاعفاتها في أغلب الحالات؛ فهي جراحات اختيارية مما يعني أن المريض لن يخضع للعملية إلا إذا كان في حالة مثالية ومواتية للخضوع للعملية. وهذا الأمر يقلل من مخاطر هذه العمليات بنسبة 95%. ومن أفضل أساليب الاستعداد التي يوصى بها المرضى فهم العملية بالتفصيل وإدراك سبب الخضوع لمثل هذه العملية والتعرف على النتائج المتوقعة. وفي حال كان المريض يعاني من مشاكل صحية كارتفاع ضغط الم أو السكري، يجب السيطرة عليها قبل العملية. وبصفتنا أطباء وجراحين، فإننا نمنح المرضى الدعم والمساندة طوال مراحل العلاج؛ لذلك لا تترددي باستشارة طبيبك لاتخاذ قرار مدروس وسليم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
اشترك الآن مجاناً مع أنا سلوى سوف تصلك أخبارنا أولاً ، وسنرسل إليك إشعاراً عند كل جديد لا نعم
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com