صحة

حموضة المعدة أسبابها وعلاجها

تعد مشكلة حموضة المعدة من أكثر الاضطرابات الصحية شيوعاً بين الناس من جميع الفئات العمرية، كما أنها تسبب لمرضاها لكثير من الضيق والانزعاج خصوصاً بعد تناول الوجبات الغذائية اليوميّة أو شرب العصائر والمشروبات المنبهة، فهي ترافق الشخص لساعاتٍ أحياناً وقد تستمر لأيام أو شهور، وتصبح خللاً مزمناً لا يزول إلا بتناول الدواء.

ولنفهم أكثر معنى مصطلح حموضة المعدة، سنعطي شرح موجز عن آلية هضم الطعام.

حين يتناول الإنسان الطعام، فإن ذلك الطعام يصل إلى المعدة لتبدأ عملية الهضم، وعند وصول الطعام فإن المعدة بطبيعتها تقوم بإفراز كمية محددة من سائل يتكون من مزيج من المواد الكاوية ومجموعة من الأنزيمات ومواد كيميائية أخرى تساعد في عملية هضم الطعام، وهذا السائل الحمضي تبقيه المعدة بين جدرانها ويحمي بطانتها غلاف مخاطي واق يمنع السائل الحمضي من إتلاف بطانتها.

آلية حدوث الحموضة:

image

 يحدث أن تضعف عضلة المعدة العاصرة (عضلة تصل بين نهاية المريء وبداية المعدة، وهي مسؤولة عن إغلاق الصمام العلوي للمعدة بعد دخول الطعام إلى المعدة) لأسباب عديدة عندها ينطلق السائل الحمضي إلى المريء مسبباً الحرقة، والمريء هو الأنبوب الذي ينقل الطعام من البلعوم إلى المعدة، ويصل الفم بالمعدة وإذا بقى السائل الحمضي طويلا في المريء فإنه يحدث حرقا في بطانته، فيبدأ الإنسان يحس بأعراض ألم واضطراب في المعدة (حرقة الصدر والمعدة، الغثيان، الانتفاخ، شعور بالامتلاء في المعدة رغم عدم الإفراط في الطعام، التقيؤ، التجشؤ المتكرر).

نصائح ننصح بها مريض حموضة المعدة:

1-رفع الرأس على وسادة عالية عند النوم والاستلقاء حتى نمنع عودة الحمض إلى المريء.

2-التقليل من الأطعمة والعادات التي تزيد من إفراز حمض المعدة مثل التدخين والإفراط في تناول القهوة والشاي والمشروبات الغازية وكذلك الأطعمة الدهنية الدسمة والشوكولا والتوابل الحارة وكل ما للمريض من خبرة عن أطعمة تناولها سابقا وتسببت له في الحموضة مثل صلصة الطماطم عند البعض.

3-ضرورة عمل ما يساعد في تخفيف الوزن لأن الدهون الزائدة تضعف عمل العضلة العاصرة وتقلصها.

4-ضرورة عدم لبس الملابس الضيقة التي تقوم بالضغط على البطن ومن ثم على المعدة فتدفع محتوياتها عبر العضلة العاصرة الضعيفة إلى المريء

5- مضغ الطعام جيدا وتناوله ببطء، كما يستحسن تناول 5 وجبات خفيفة على طول اليوم بدلا من 3 وجبات، وعدم الأكل والامتلاء والنوم مباشرة إنما ترك فترة لا تقل عن 3 ساعات بين آخر وجبة والنوم حتى تكون المعدة خلال هذه الساعات الثلاث قد أفرغت معظم محتوياتها الطعامية مما يقلل من احتمال عودة هذه المحتويات إلى المريء.

6- تجنب التوتر والضغوط العصبية قدرالإمكان لأنها تزيد من توتر المعدة وبالتالي زيادة إفرازها للحمض.

7-شرب اللبن البارد:

 يملك اللبن الرائب القدرة على معادلة أحماض المعدة مما يساعد بشكل سحري على التخلص من الحموضة.

8-مضغ العلكة:

 قد يبدو هذا غريبًا ولكن العلكة تساعد في التخلص من الحموضة لأنها تحفز من إفراز اللعاب بشكل أكبر من المعتاد والذي يعد أحد السوائل المتعادلة والتي تساعد في تخلص المعدة من  التركيز الزائد للأحماض مما يقلل من الحموضة وشعورها المتعب.

image

9-تناول الموز:

 يحتوي الموز على كمية كبيرة من البوتاسيوم والذي يعد أحد المعادن التي تساهم في معادلة الأحماض داخل المعدة مما يقلل الحموضة كما أن الموز يحفز المعدة على إفراز المادة الكيميائية التي تحميها من أحماض الهضم لذلك فهو جيد في حالات قرحة المعدة ويحتوي الموز على الكثير من الألياف والتي تساعد على تحسين الهضم.

ملاحظة: قد يشعر الناس بالحموضة عند تناول الموز لأنه يكون غير ناضج بشكل جيد حيث أن البوتاسيوم في الموز غير الناضج يكون على شكل نترات البوتاسيوم والتي تزيد من حرقة المعدة.

10-تناول البطيخ:

 الأطعمة ذات الأحماض القليلة تساعد بشكل عام في تقليل حموضة المعدة. ويعتبر البطيخ من أكثر المأكولات المتعادلة والتي تحسن حالة معدتك بنسبة 95% ومن أمثال المأكولات المفيدة في هذه الحالة الجريب فروت والبروكلي والخس والكرفس والخيار.

11-تناول الكزبرة الخضراء:

 تعد الكزبرة من البهارات المفضلة في المطبخ خاصة في الدول الأسيوية. ولكنها تستخدم في الصين والهند كنوع من الأدوية ويستخدمها الأوروبيون لعلاج سوء الهضم والحموضة. تحتوي الكزبرة على البورنويل و اللينالول واللذان يساعدان في تحسين الهضم وتحسين وظائف الكبد وتنظيم إفراز أنزيمات الهضم داخل المعدة.

12-تناول عصير جوز الهند:

يعتبر جوز الهند من المشروبات المتعادلة التي تحتوي على التوازن الطبيعي بين الأحماض والقلويات كما في دمائنا. وهو من المشروبات السحرية التي تحسن حالتك الصحية ومن ضمنها التخلص من الحموضة. عندما تتناول جوز الهند يقوم بالتفاعل مع الأحماض في المعدة لتجد مفعوله السحري بدأ على الفور لتشعر بالراحة.

image

 ومن الجدير بالذكر أنه إذا شعر الشخص بالحموضة المعدية باستمرار يجب عليه استشارة الطبيب لعمل فحوصات والتأكد من سبب هذه الحموضة. حيث أن هناك أسباب مرضية تحتاج لعلاج دوائي( كالإصابة بجرثومة الهيلوكوباكتر التي تسبب زيادة إفراز الحمض في المعدة والقرحات) يكمن في استخدام بعض الأدوية المضادة للحموضة التي تثبط من إنتاج الحمض المعدي وفي بعض الحالات يُستخدم نظام مُتكامل يجمع بين المُضادّات الحيويّة ومُضادّات الحموضة لعلاج بعض أنواع القرحة المعديّة النّاجمة عن الإصابة بالتهاب بكتيريّ في المعدة.

كما ننوه أن كثير من السيدات الحوامل تعاني من حموضة المعدة بسبب ضغط الجنين على المعدة وخاصة في الشهور الأخيرة من الحمل، وبمجرد وضع حملها تختفي هذه المشكلة.

 حرر بواسطة

الدكتورة الصيدلانية

سارة ملص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
اشترك الآن مجاناً مع أنا سلوى سوف تصلك أخبارنا أولاً ، وسنرسل إليك إشعاراً عند كل جديد لا نعم
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com