أدبيات

هالة أقحوان

كانت أصابع يديه بيضاء جدا، كان له كتف كبير، و له عين ناعسة و عين لا تعرف ماهية النوم، كان لديه عدة هالات فوق رأسه، هالة غار تشعرني بالحنين إلى أرض الزيتون، و هالة أقحوان، تشعرني و كأنه أب لا يموت، و هالة نور تضيء أيامي التعيسة كلها، تزيح بخيباتي إلى بحر لا نهاية لعمقه، له هالة من أجنحة الملائكة، تخيط لي جنة بيضاء، أو ربما، معطف صوف أحمر تمنيته يوما ما، أو ربما شال صوف توتي كان على قيد الأمل أني سألبسه بشتاء ما.


له ذقن من قطن الغيوم، أبيضا كثلج كندا، و هالة من الموسيقا، يرنم لي ما طاب له عندما نكون في كوخنا الصغير. له هالة من الحب، فلا يرى أحد عندما يكون العناق هو رسالة الوصل البريء. له هالة من الطهارة، و كأن الله عطره ب ماء زمزم.

له هالة من الصدق، فالصدق لا يجرح. له هالة من الدموع، يبكي لي كثيرا، و أمسح بأصابع صغيرة عينه التي لا تعرف النوم.


له هالة من الحزن، لا يستطيع العيش دونها و كأن الحزن يتربص بي كجنية تاهت طريق غابتها الموحشة.
له هالة الزنبق الأبيض، أسقيها كلما بكى.
له هالة ضياع أجده في القبو كلما أضعته.
و له أنا.
هالة من البقاء الأبدي، أدور و أدور، و الوطن يدور، و الحنين يدور، و الروح تطفو على الهواء.

مرح تعمري

بكالوريوس آداب

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
اشترك الآن مجاناً مع أنا سلوى سوف تصلك أخبارنا أولاً ، وسنرسل إليك إشعاراً عند كل جديد لا نعم
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com