مجتمع

إيقاف هدر الطعام في العالم يكفي لإطعام ملياري شخص ومبادرات مثل “المليار وجبة” أول الغيث

المساهمة في القضاء على الجوع في العالم، هدف نبيل وضعته مبادرة “المليار وجبة” التي تنفذها “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية” على رأس أولوياتها عبر استهدافها توفير الدعم الغذائي في 50 دولة حول العالم.

وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، قد أعلن في 10 مارس الماضي عن مبادرة “المليار وجبة” لتكون امتداداً وتطويراً لمبادرتي “100 مليون وجبة” و”10 ملايين وجبة” بعد نجاحهما في العامين الماضيين في المساهمة في توفير شبكة أمان غذائي للفقراء والجائعين، باعتبار ذلك مسؤولية أخلاقية والتزاماً إنسانياً من دولة الإمارات للعالم.

هدر أطعمة تكفي لإطعام ملياري إنسان

وكشفت دراسات حديثة عن تحدي الجوع وهدر الطعام أن هناك 9 ملايين إنسان يموتون جوعاً حول العالم سنوياً بحسب إحصاءات برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.

 وفي الوقت نفسه يتم بحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” إهدار طعام تقدر قيمته بأكثر من تريليون دولار أي ما يكفي لإطعام ملياري شخص، أي أكثر من ضعف عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع ونقص التغذية في كل أنحاء العالم، وهو ما يؤكد أن هناك حاجة متزايدة لجهود القضاء على الجوع بالتزامن مع مبادرات وقف هدر الطعام ليصل إلى الفئات الأكثر احتياجاً.

وأشارت الإحصائيات إلى أن العالم يهدر نحو ثلث ما ينتجه من الطعام سنوياً، حيث أن نحو 33 % من مجموع المواد الغذائية التي يتم إنتاجها كل عام يتم تبديدها أو تلفها قبل استهلاكها.

8.9% من سكان العالم يعانون الجوع

وفيما تؤكد الدراسات أن الجوع هو تحدٍّ عالمي سائد تزداد وطأته عام بعد عام، أفاد تقرير مفصل صادر عن الأمم المتحدة أن هناك أكثر من 690 مليون إنسان عانوا من الجوع خلال عام 2019، أي نحو 8.9% من سكان العالم، بزيادة سنوية تبلغ 10 ملايين شخص، وحوالي 60 مليونًا في خمس سنوات، وذلك حتى قبل جائحة كورورنا.

واليوم تشير تقارير مؤسسات دولية متخصصة في العمل الإغاثي إلى أن أعداد الذين يعانون من المجاعات أو “الجوع الكارثي” تضاعف 6 مرات خلال الفترة من نهاية عام 2019 وحتى يونيو 2021 بسبب جائحة كوفيد-19 وتداعياتها العميقة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في المجتمعات الهشة والأقل دخلاً.

الأطفال من أشد المتأثرين بتحدي الجوع

وذكر تقرير مشترك بعنوان “تقديرات سوء تغذية الأطفال”، صادر بالتعاون بين منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونسيف”، ومنظمة الصحة العالمية، والبنك الدولي، أن 191 مليون طفل دون سن الخامسة تأثروا بإعاقات في النمو أو الهزال في العام 2019 وحده بسبب الجوع وسوء التغذية.

حالة الأمن الغذائي والتغذية

وكان تقرير مشترك آخر بعنوان “حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم 2020” صدر عن كلٍ من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو”، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة، وحذّر من أنه في حال بقاء المعدلات على وضعها الحالي، فإن العدد التقديري للأشخاص المتضررين من الجوع بحلول العام 2030 سيصل إلى 840 مليون إنسان يمثلون 9.8 % من سكان العالم.

أكثر الدول تضرراً

وتشير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الفاو في تقريرها الدولي السنوي الخاص بأزمات الجوع، أن قائمة البلدان العشرة التي لديها أكبر عدد من الأشخاص في مرحلة انعدام الأمن الغذائي في العام 2021 هي بالترتيب: جمهورية الكونغو الديمقراطية، وأفغانستان، واليمن، ونيجيريا، وأثيوبيا، وسوريا، والسودان، وجنوب السودان، ومجموعة دول الساحل (تضم بوركينا فاسو ومالي والنيجر)، وهاييتي.

وبالنسبة إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تشير تقديرات للأمم المتحدة أن هناك ما يقارب 55 مليون إنسان يعانون من سوء التغذية، أي بنسبة 12 % من سكان المنطقة.

تحدي هدر الطعام

وفي مقابل هذه البيانات المقلقة التي تعبر عن مدى عمق واتساع مشكلة الجوع وغياب الأمن الغذائي في العالم، أكدت الدراسة أن هدر الطعام يعد تحديًا كبيرًا على الصعيدين العالمي والإقليمي، وهو ما تؤكده منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” لافتةً إلى أن الطعام المُهدر كل عام قيمته تريليون دولار، مؤكدة أن وقف هذا الهدر سيؤدي إلى الحفاظ على ما يكفي من الغذاء لإطعام ملياري شخص، أي أكثر من ضعف عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع ونقص التغذية في كل أنحاء العالم.

وأشار تقرير “مؤشر هدر الطعام 2021” الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أن إيقاف هدر الطعام يمكنه أن ينقذ بيئة الكوكب ويحد من تغيّر مناخه واستنزاف موارده، في وقت يهدر فيه العالم نحو ثلث ما ينتجه من الطعام سنوياً، حيث أن نفس النسبة من مجموع المواد الغذائية التي يتم إنتاجها كل عام يتم تبديدها أو تلفها قبل استهلاكها.

مباردة المليار وجبة

ويؤكد التقرير أن ما نسبته 8 إلى 10 % من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية تتسبب بها الأغذية التي لا يتم استهلاكها، ولو كان الطعام المهدر بلداً، فسيكون ثالث أكبر منتج لثاني أكسيد الكربون في العالم بعد الولايات المتحدة والصين.

أهداف نبيلة لحملة “مليار وجبة”

وفي ضوء البيانات الصادمة المشار إليها عن الجوع وهدر الطعام في المنطقة والعالم، فإن مبادرة “مليار وجبة” التي تنفذها “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية” تستهدف استثمار النجاح الذي فاق التوقعات لحملة “100 مليون وجبة” التي جرت في شهر رمضان الماضي، وتمكنت من تخطي مستهدفاتها وجمع تبرعات لتوفير 220 مليون وجبة جرى توزيعها بالكامل في عدد من الدول حول العالم، ومن خلال مبادرة “المليار وجبة” سيتم العمل على استكمال العدد الإجمالي للوجبات إلى مليار وجبة للمساهمة في مكافحة الجوع وسوء التغذية في عدد من المناطق الأشد احتياجاً حول العالم، خاصة لدى الفئات الضعيفة من النساء والأطفال واللاجئين والنازحين وضحايا الكوارث والأزمات، أي أنه سيتم تحت مظلة مبادرة “مليار وجبة” جمع تبرعات ومساهمات لتوفير وتوزيع 780 مليون وجبة إضافية في عشرات الدول حول العالم.

4 وسائل للتبرع

وتستقبل مبادرة “المليار وجبة” التبرعات عبر أربع قنوات معتمدة هي الموقع الإلكتروني www.1billionmeals.ae والتحويل المصرفي لحساب مبادرة “المليار وجبة” على رقم الحساب المعتمد: AE300260001015333439802 في بنك الإمارات دبي الوطني بالدرهم الإماراتي. أما في حال الرغبة بالتبرع بدرهم واحد يومياً للمبادرة من خلال اشتراك شهري، يمكن إرسال رسالة نصية

بكلمة “وجبة” أو “Meal” على الرقم 1020 لمستخدمي شبكة “دو” أو على الرقم 1110 لمستخدمي شبكة “اتصالات” في الإمارات. كما يمكن التبرع بالتواصل مع مركز اتصال مبادرة “مليار وجبة” على الرقم 8009999.

توسيع شبكة الشركاء

وسعياً وراء تحقيق هدف المليار وجبة وسعت “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية” شبكة شركائها من مؤسسات العمل الإنساني والخيري والإغاثي حول العالم لتشمل عدد من الشركاء وأصحاب الأيادي البيضاء من الجهات والمؤسسات المحلية والإقليمية والعالمية وهي: برنامج الأغذية العالمي، وشبكة بنوك الطعام الإقليمية، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبنك الإمارات للطعام، مؤسسات العمل الخيري والإنساني والاجتماعي في عدد من الدول.

وتأتي حملة “مليار وجبة” التي تتخذ من المقولة النبوية الشريفة “ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع” شعاراً لها فيما يتسبب تحدي الجوع وسوء التغذية والأمراض المرتبطة به حول العالم بفقدان طفل لحياته كل 10 ثوانٍ وموت 25 ألف شخص يومياً منهم 10 آلاف طفل، فيما يبيت 800 مليون إنسان حول العالم جائعين كل يوم، ويعاني 52 مليون إنسان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نوعاً من أنواع الجوع أو سوء التغذية أغلبهم من النساء والأطفال. كما تستهدف الحملة المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة لعام 2030 ومن ضمنها هدف القضاء على الجوع في العالم.

ويشار إلى أن سلسلة مبادرات إطعام الطعام التي نظمتها “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية” كانت قد بدأت في شهر رمضان 2020 مع حملة “10 ملايين وجبة” التي شكلت استجابة مباشرة لتداعيات تحدي جائحة كوفيد-19 على الفئات الهشة والأقل دخلاً، وشكّلت حينها شريان حياة للكثيرين ورسالة تضامن مجتمعي شامل في دولة الإمارات مع الأفراد والأسر ممن فقدوا مصادر دخلهم بسبب الأوضاع والظروف التي فرضها الوباء العالمي، وتلاها في شهر رمضان 2021 حملة “100 مليون وجبة” التي توسعت بشكل قياسي وتجاوزت ضعف هدفها بتحقيق 220 مليون وجبة لتشمل العديد من الفئات المستهدفة في 47 دولة حول العالم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
اشترك الآن مجاناً مع أنا سلوى سوف تصلك أخبارنا أولاً ، وسنرسل إليك إشعاراً عند كل جديد لا نعم
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com