صحةمجتمع

اليوم العالمي ل متلازمة داون

اسمي شيخة القاسمي، وأبلغ من العمر 22 سنة، وأمارس فنون الدفاع عن النفس، وأحمل الحزام الأسود في الكاراتيه. أعيش في الشارقة. أنا أخت وابنة وحفيدة.

لدي أيضًا حالة متلازمة داون .

هذه الكلمات القليلة تلخص حالتي، ولكنها لا تحدد شخصيتي. إنها جزء من حياتي، ولكنها لا تمثل حاجزًا لحياتي وقدرتي على تحقيق أحلامي، والتغلب على مخاوفي، أو تمنعني من أن أحيا حياتي إلى أبعد الحدود.

خلال الأسبوعين الماضيين، استقبل بلدي أكثر من 7500 رياضي هم من الأبناء والبنات والأمهات والآباء للمشاركة في الأولمبياد الخاص الألعاب العالمية أبوظبي 2019.

لقد أظهر كل واحد من هؤلاء الرياضيين قدرة هائلة على اختيار الرياضات التي يشاركون فيها. تمكن بعض هؤلاء من التفوق وتحقيق الانتصارات، فيما لم يصل البعض الآخر لمراحل متقدمة، ولكن الأمر الأكيد هو أن كل واحد منهم تمكن من تحقيق أحلامه من خلال تمثيل أصدقائه وعائلته وبلده في حدث على مستوى عالمي.

كما أن كل واحد من هؤلاء هو رياضي من ذوي التحديات الذهنية.

لقد أثبت الأولمبياد الخاص مرة تلو الأخرى، منذ تأسيسه قبل 50 سنة على أن وجود هذه التحديات لا تحد مما يمكن لأي شخص أن يحققه، ولا تحد من إمكاناته وكفاءاته.

وهذا ما أكدته الملاعب والمسابح ومختلف المواقع التي شهدت المنافسات في كافة الألعاب ضمن الأولمبياد الخاص الألعاب العالمية أبوظبي 2019 طوال أسبوع كامل.

وباعتباري رياضية إماراتية، فأنا سعيدة لكوني جزءًا من الألعاب العالمية التي تستضيفها أبوظبي.

لقد شكل هذا الحدث في أبوظبي فرصة مذهلة بالنسبة للإمارات حتى تسلط الضوء على الخطوات الواسعة التي خطتها نحو تحقيق التضامن والتكاتف بالنسبة لأصحاب الهمم من أمثالي في المجتمع المحلي، وفي كل مكونات هذا المجتمع في الإمارات.

وعلى نحو متسارع، أضحت الفكرة السائدة التي لطالما أحاطت بالأشخاص من ذوي التحديات الذهنية شيئًا من الماضي. الجميع في الإمارات يعمل على تغيير مواقفهم وأفكارهم.

على أصحاب الهمم والمصابين ب متلازمة داون دور بالغ الأهمية لأدائه في المجتمع الإماراتي، وهم الآن يقفون جنبًا إلى جنب مع زملائهم من بقية الأفراد في المجتمع.

لقد تحطمت الحواجز الموجودة من خلال التضامن الذي يشمل المدارس والجامعات والأعمال وحتى المنازل في كافة أرجاء الدولة.

كما أكدت القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة على التزامها الكامل لبناء مجتمع متضامن ومتكاتف يضمن لكل فرد فيه الفائدة على أوسع نطاق على المدى الطويل.

ومن خلال تقديم أروع النماذج التي تؤكد على الالتزام بتحقيق أهداف التضامن، فإن قيادتنا الرشيدة تلهم الدولة بأكملها.

وأنا بنفسي أقدم نموذجًا حقيقًا للفائدة التي نجنيها من التضامن وعدم تحويل الإعاقة إلى عذر للتخلي عن أصحاب الهمم أو عزلهم، سواء في التعليم أو خلال حياتهم اليومية.

وباعتبار أنني تخرجت من مدرسة الشارقة الإنجليزية، والمدرسة الدولية للعلوم والفنون في دبي، فقد أمضيت سنوات دراستي إلى جانب زملاء لم يكونوا من ذوي التحديات الذهنية.

لم يحدث أن كنت منعزلة أو أنني أدرس وحيدة، وإنما كنت على الدوام موضع ترحيب بين زملائي من الطلاب في الصف الدراسي، والذين أصبحوا أصدقائي.

لقد تأثرتُ خلال مرحلة التعليم، وتطورت شخصيتي ونمت إلى حد بعيد بفضل تواجدي بين أشخاص من مختلف الجنسيات والأعمار القدرات أيضًا بالطبع.

كما أفضل أن أفكر أن زملائي أيضًا استفادوا من تواجدهم في الصفوف الدراسية معي بالقدر ذاته.

وبالنسبة لي، فأن آرائي حول التضامن لم تتغير على الإطلاق عبر السنين. إنه شيء أشعر به وأختبره واستمتع به على الدوام.

لطالما كانت حياتي قائمة على مبادئ التضامن والتكاتف. ولم يسبق أن تلقيت معاملة مختلفة من عائلتي بسبب متلازمة داون. ولم ينظر إلى هذه الحالة باعتبارها عائقًا سواء من جانبهم أو من جانبي.

لقد كانوا على الدوام داعمين لخياراتي، ولطالما تلقيت التشجيع والدعم عند اتخاذ قرار ممارسة الفنون القتالية.

وبناءً على اختياري ممارسة الرياضة، فقد تمكنت من التواصل مع العديد من الرياضيين والأشخاص من ذوي التحديات الذهنية وغيرهم.

وبعدما فزت بالحزام الأسود من مركز شوتوكان الياباني للكاراتيه، انضممت إلى فريق الأولمبياد الخاص الإماراتي وشاركت في منافسات الفنون القتالية على المستوى المحلي أو الدولي.

ومع استضافة بلدي الإمارات للألعاب العالمية، تملؤني مشاعر الفخر، كما كانت المشاركة في مسيرة الأمل بمثابة حلم يتحول إلى حقيقة.

كما أمضيت أوقاتًا مذهلة أثناء المشاركة في تحكيم منافسات الجودو خلال الألعاب العالمية والمشاركة في تحدٍ جديد في حياتي الرياضية.

ورغم أنني لم أشارك في المنافسات، ولم أكن قادرة على الفوز بالميداليات، فإنني عازمة على أن أظهر أن أصحاب الهمم يمتلكون المهارات والقدرات لأداء دور أكثر قيمة في المجتمع.

واليوم رغم إقامة حفل الختام الرسمي للأولمبياد الخاص الألعاب العالمية أبوظبي 2019، فإن قصتنا ما تزال في بدايتها وسنسعى لمواصلة السير قدمًا نحو الأمام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
اشترك الآن مجاناً مع أنا سلوى سوف تصلك أخبارنا أولاً ، وسنرسل إليك إشعاراً عند كل جديد لا نعم
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com