أدبيات

الأرواح التوأمية

يمكن للإنسان أن يعتاد على أن يكبت غضب سنوات عديدة، أن يعتاد على كونه أعمى لا يبصر شيئا، أن يعتاد على رؤية القرف و ألا يقرف أبدا.
كانت توأم روح لأحد عابرا ليس إلا، لا تراه كمن يعيش في المنفى و يعود حاملا إلى نفسه كسرة خبز كل يوم، زوجها يكرهها كثيرا، يكرهها و يكره كل تفصيل فيها، حتى الجسد الذي كان يأتيه كل مساء كان ينام بجانبه و لا يأبه حتى بوزنه على الفراش.


كان لا يشعر أبدا، و كانت تبادله حالة حب حزينة، كانت لا تعرف كيف عليها أن تكره لأن مآقيها لم تعتاد إلا على الحب الملائكي المرهق.
كانت بحالة وقوف على قدم واحد لأنها غير قادرة على إنجاب قطعة روح صغيرة ستضرب بالسوط حتما يوما ما.
كانت تحب الزنبق كثيرا، الليلك و الخزامى و الأوركيدا، القرنفل البري كان مميزا لديها أيضا..
لم تشتاق لأحد يوما، اعتادت على كونها في مجرة وحيدة ملتصقة بفضاء وحيد.


يمكن للحب أن يكون كريها، و يمكن لتوأم الروح ألا يكون قريبا، الروح تنطفىء بعيدا عن توأمها، تتقلص حتى تصبح غبارا، حيث تنتظر طيفه كل يوم ولا يأتي، هي لا تريد شيئا محددا، تريد أن يدفنها بيديه، كي يموتوا سويا، في تراب واحد، على أرض واحدة، فهي على يقين بأن الأرواح التوأمية تموت بداخل داخلها و لا تغضب أبدا.

مرح تعمري

بكالوريوس آداب

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
اشترك الآن مجاناً مع أنا سلوى سوف تصلك أخبارنا أولاً ، وسنرسل إليك إشعاراً عند كل جديد لا نعم
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com