فرانك كابريو القاضي الرحيم الذي ودّعنا كما عاش… بسلام
في زمنٍ تتقاطع فيه العدالة مع القسوة، برز اسم فرانك كابريو كاستثناء نادر، قاضٍ أميركي لم يكن يكتفي بتطبيق القانون، بل كان يزرع الرحمة في قلب كل حكم يصدره. وفي 20 أغسطس 2025، أسدل الستار على حياة هذا الرجل الاستثنائي، بعد صراع طويل وشجاع مع سرطان البنكرياس، عن عمر ناهز 88 عامًا.
من هو فرانك كابريو؟
ولد كابريو عام 1936 في مدينة بروفيدنس بولاية رود آيلاند، لأسرة مهاجرة من أصول إيطالية. شغل منصب قاضٍ في محكمة بروفيدنس البلدية لأكثر من 38 عامًا، واشتهر عالميًا بفضل برنامجه التلفزيوني Caught in Providence، الذي نقل جلسات محاكمته إلى الشاشة، حيث كان يظهر وهو يصغي للناس بتعاطف، ويصدر أحكامًا تتسم بالرحمة والإنسانية.
رسالة الوداع الأخيرة
قبل وفاته بساعات، نشر كابريو رسالة مؤثرة من سرير المستشفى، قال فيها:
> “طلبت منكم الدعاء العام الماضي، ويبدو أنكم فعلتم، لأنني تجاوزت فترة صعبة جدًا. للأسف، واجهت نكسة صحية وعدت من جديد إلى المستشفى… أطلب منكم مرة أخرى أن تتذكروني في صلواتكم، إذا أمكن ذلك”.
كانت كلماته الأخيرة امتدادًا لروحه التي آمنت دومًا بقوة الدعاء، وبأن الخير لا يُقاس بالقوانين وحدها، بل بالرحمة التي نمنحها للآخرين.
إرث من الرحمة
ما ميّز كابريو لم يكن فقط منصبه القضائي، بل طريقته في النظر إلى الناس. كان يرى خلف كل مخالفة قصة، وخلف كل غرامة وجهًا يستحق الإنصات. خفف العقوبات عن كبار السن، سامح الأمهات المنهكات، وابتسم في وجه الأطفال الذين حضروا جلسات المحكمة مع آبائهم.
مقاطع برنامجه حصدت ملايين المشاهدات، لا لأنها مثيرة، بل لأنها إنسانية، صادقة، ومليئة بالدفء.
كتابه الأخير
في وقت سابق من هذا العام، أصدر كابريو كتابًا بعنوان الرحمة في المحكمة، روى فيه سيرته الذاتية، وتأثير والديه المهاجرين، وذكرياته في حي فيدرال هيل، وتجربته كقاضٍ من الجيل الأول لأميركيين من أصول إيطالية.
وداعًا يا قاضي القلوب
رحل فرانك كابريو، لكن إرثه سيبقى حيًا في كل من شاهد جلساته، قرأ كلماته، أو استلهم من عدالته الرحيمة. لم يكن مجرد قاضٍ، بل كان ضميرًا حيًا في قاعة المحكمة، وصوتًا للإنسانية في زمنٍ يحتاج إلى مزيد من الرحمة.
“اللهم ارحم من جعل الرحمة قانونًا، واجعل مثواه الجنة.”
وفاة أشهر نجوم الفن السابع الممثل الفرنسي الآن ديلون، والرئيس الفرنسي ينعيه بهذه الكلمات
