هواتف أطفالكم تقلل من مهاراتهم الحركية

هواتف أطفالكم تقلل من مهاراتهم الحركية
هواتف أطفالكم تقلل من مهاراتهم الحركية
كشفت دراسة، نُشرت في عام 2022 في دورية Acta Psychologica، استنادًا إلى بحث أجري مع أطفال تايلانديين تتراوح أعمارهم بين عامين وخمسة أعوام أن الأطفال الذين يقضون وقتًا أطول على الهواتف الذكية لديهم مهارات حركية أسوأ.
وبالمثل، توصلت أبحاث، أجراها علماء من جامعة كامبريدج، إلى أن الاستخدام المكثف للهواتف الذكية لدى الأطفال كان مرتبطًا بارتفاع الاندفاع وعدم المرونة المعرفية.
وكشفت نتائج البحث أن التعرض المتكرر لمحتوى سريع مثل مقاطع الفيديو القصيرة على إنستغرام وتيك توك يمكن أن “يحفز الأفراد على البحث عن مستويات إثارة أعلى، مما يعيق بدوره المشاركة في الأنشطة التي تتطلب اهتمامًا مستمرًا”.
أطفال بيل غيتس
مع تقدم الأطفال في السن، تتطور أدمغتهم بشكل أكثر اكتمالاً وقد تتأثر بشكل أقل. تشير دكتورة أزيفيدو إلى أن الأبحاث وجدت أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ست سنوات قد يكونون حساسين بشكل خاص للتأثيرات المزعجة للنوم للهواتف الذكية.
قال مؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس إنه لن يسمح لطفله بامتلاك هاتف ذكي حتى سن 14 عامًا عندما تكون الدماغ أكثر تطورًا. ولكن هناك أيضًا بعض المؤشرات على أن التعرض المبكر للهواتف الذكية ربما يؤثر كذلك على الصحة العقلية للأطفال في وقت لاحق من الحياة بسبب التعرض المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي.
أفكار انتحارية
أوصت دراسة، أجراها علماء من مجموعة Sapien Labs البحثية، أنه كلما تأخر الطفل في تلقي هاتفه الأول، كانت صحته العقلية أفضل عند يصبح شخصًا بالغًا.
وعلى العكس من ذلك، تزعم الدراسة أنه كلما كان الطفل أصغر سنًا عندما يتلقى هاتفه الأول، زادت احتمالية تعرضه لأفكار انتحارية في وقت لاحق من حياته.
أطول فترة حجب ممكنة
كما تبنى المفكر البارز جوناثان هايدت مؤخرًا نداءات حول تأثير الهواتف الذكية على الصحة العقلية وكانت الأضرار المحتملة محور حجة النداءات للحد من وصول الأطفال إلى الهواتف. وبناءً على هذه الأفكار، يمكن أن يكون من المغري حجب الهاتف الذكي عن الطفل لأطول فترة ممكنة لضمان حصوله على أفضل صحة عقلية ممكنة.
آراء معارضة
وعلى الجانب الآخر، فإنه نظرًا لأن العلاقة بين الصحة العقلية واستخدام الهواتف الذكية أقل وضوحًا بكثير مما يصر عليه هايدت وغيره من الناشطين، كان هناك أراء معارضة بل تنتقد حالة “الذعر المنتشرة حول وسائل التواصل الاجتماعي والصحة العقلية”، بحسب ما ذكرته بروفيسور كانديس أودجرز، أستاذة علم النفس والمعلوماتية في جامعة كاليفورنيا، الذي شرحت قائلة أن ما يقدر بنحو 90% من الدراسات، التي تربط وسائل التواصل الاجتماعي بالصحة العقلية، هي دراسات ارتباطية – مما يعني أنها لا تستطيع إثبات أن استخدام الهاتف الذكي أو وسائل التواصل الاجتماعي يسبب ضعف الصحة العقلية.
“الواقع أكثر تعقيدًا”
وعلى نحو مماثل، خلص تقرير صادر عام 2023 عن لجنة الخبراء التابعة للأكاديميات الوطنية للعلوم الأميركية إلى أن: “الأبحاث المتاحة التي تربط وسائل التواصل الاجتماعي بالصحة تظهر تأثيرات صغيرة وارتباطات ضعيفة، والتي قد تتأثر بمزيج من التجارب الجيدة والسيئة.
وعلى عكس السرد الثقافي الحالي بأن وسائل التواصل الاجتماعي ضارة عالميًا بالمراهقين، فإن الواقع أكثر تعقيدًا”.
مشكلة إفراط الآباء
لم تجد دراسة، نشرتها كلية ستامفورد للطب عام 2022، أي صلة بين عمر الأطفال الذين حصلوا على هواتفهم الأولى وأنماط النوم أو الدرجات أو أعراض الاكتئاب. في حين نظرت معظم الدراسات السابقة في مجموعة كبيرة من الطلاب في وقت واحد، تابعت هذه الدراسة 250 طفلاً لمدة خمس سنوات.
وبحلول نهاية فترة الدراسة، لم يجد الباحثون أي ارتباط ذي مغزى بين الرفاهية ومتى تلقوا هواتفهم.
في الواقع، تُظهر الأبحاث الآن أن كيفية استخدام الآباء لهواتفهم المحمولة قد تكون أكثر أهمية بكثير. فقد كشفت نفس الدراسة التايلاندية، التي أشارت إلى وجود صلة بين استخدام الهاتف وضعف النمو الحركي أنه كلما زاد الوقت الذي يقضيه الآباء على هواتفهم، زاد الوقت الذي يقضيه الأطفال على هواتفهم.
وتعقب دكتورة أزيفيدو قائلة إن معلمي السنوات الأولى يقولون الآن إنهم أكثر قلقًا بشأن مقدار الوقت الذي يقضيه الآباء على هواتفهم، مضيفة أن مصدر القلق يتعلق بكيفية تأثير “استخدام الآباء المفرط للهواتف الذكية على تفاعلهم مع الطفل”.
تأخر في الكلام
وأوضحت أن معلمي السنوات الأولى في دور الحضانة والمدارس الابتدائية “لاحظوا أن الأطفال يأتون إلى الحضانة متأخرين في الكلام، وليس الكثير من الأطفال مستعدين للمدرسة”.
يقول المعلمون الذين عملوا مع دراسة دكتورة أزيفيدو أن هذا “يعكس نقصًا أو ضعفًا في التفاعل بين الآباء والأطفال بسبب عوامل التشتيت التي تسببها الهواتف المحمولة”.
تأثير سلبي أكبر للتلفزيون
في حين أن إعطاء الطفل هاتفه الأول قبل سن السادسة ربما يزيد من مخاطر مشاكل النمو، فقد كشفت الدراسات أن مشاهدة التلفزيون لها في الواقع تأثير سلبي أكبر بكثير. بالطبع، فإن استخدام الهواتف الذكية منذ سن مبكرة أو التعرض المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون له آثار سلبية عميقة.
نضج الطفل والاستخدام الأمثل
يرى العلماء أن ما يهم أكثر هو مدى نضج طفلك وكيفية تقديم الهواتف الذكية.
فإذا كانت الهواتف تقود الطفل إلى الوصول إلى محتوى ضار عبر الإنترنت أو تشتت انتباهه عن التواصل مع والديه وأقرانه، فإن إعطاءه هاتفًا ذكيًا سيكون فكرة سيئة.
ولكن إذا كان الطفل ناضجًا بما يكفي لاستخدام هاتفه فقط للاتصال بوالديه، والبقاء في أمان، والوصول إلى المواد التعليمية، فلا يوجد خطأ بالضرورة في امتلاكه هاتفًا.
لسوء الحظ، تقول دكتورة أزيفيدو إنه لا توجد حاليًا طريقة لتحديد إرشادات صحية لمتى يجب تقديم الهاتف للطفل أو مقدار الوقت الذي يجب أن يقضيه على هواتفه.
مسؤولية الوالدين
تقوم دكتورة أزيفيدو حاليًا بإجراء دراسة ممولة من المعهد الوطني لبحوث الصحة والرعاية NIHR البريطاني، لتحديد ما إذا كانت هناك “جرعة” من الهواتف الذكية التي يمكن للأطفال الحصول عليها من دون الإضرار بنموهم. ولكن إلى حين يتم الكشف عن نتائج هذا البحث، فإن قرار متى يكون الطفل جاهزًا لهاتفه الأول يجب أن يقع في النهاية على عاتق الوالدين.