لقطات

كيف هرب كارلوس غصن من اليابان إلى لبنان

هروب كارلوس غصن من لبنان الى اليابان

زوجة كارلوس غصن المدبر الخفي في هروبه

 هروب كارلوس غصن من لبنان إلى اليابان ،كيف تمكن الرجل الذي ذاع سيط محاكمته في كل مكان من الهروب من اهم واقوى نظام تكنولوجيا متطور في العالم ، حيث يعتبر كارلوس غصن من الوجوه المعروفة في العالم، من الهروب من اليابان باتجاه لبنان دون أن يتم توقيفه؟ اللغز لا يزال قائما حول ظروف مغادرة المدير التنفيذي السابق لشركة “رينو-نيسان” اليابان حيث كان قيد الإقامة الجبرية بانتظار بدء محاكمته في مخالفات مالية وتهرب ضريبي. فما الذي نعرفه حتى الآن عن أطوار “الرحلة” العجيبة التي نافس فيها الوقائع الخيال أحيانا.

تسلم لبنان الخميس “الشارة الحمراء” بحق كارلوس غصن من الإنتربول،  في حين نفذت السلطات اليابانية مداهمة لمنزله في طوكيو، بينما أوقفت تركيا عدة أشخاص بعيد فتح تحقيق لمعرفة كيف تمكن المدير التنفيذي السابق لمجموعة “رينو-نيسان” من الفرار إلى لبنان عبر إسطنبول. الأخبار بشأن هذه القضية المذهلة لا تنفك تتواتر منذ فرار غصن من اليابان حيث يلاحق قضائيا ووصوله إلى بيروت، وتتفاقم معها التساؤلات حول الظروف الغامضة لـ”رحلته”. ويشار إلى أن كارلوس غصن يحمل الجنسية اللبنانية والفرنسية والبرازيلية.

فكيف تمكنت هذه الشخصية البارزة في عالم صناعة السيارات، والمعروفة دوليا، من الإفلات من السلطات اليابانية دون ترك أثر خلفها أو القبض عليها؟

على المستوى الرسمي، لا نعرف حتى الآن الطريقة التي غادر بها كارلوس غصن طوكيو حيث كان يقيم وسط إجراءات مشددة منذ مغادرته السجن في نيسان/أبريل الماضي مقابل كفالة مالية.

فهل سنعرف المزيد بشأن هذه القضية خلال المؤتمر الصحفي الذي يعتزم غصن تنظيمه، وفق ما أعلنه أحد محاميه، الأربعاء 8 يناير/كانون الثاني في بيروت؟

أول ظهور كارلوس غصن في لبنان يحتسي النبيذ

عدة مصادر تشير إلى أن غصن غادر الأراضي اليابانية على متن طائرة خاصة هبطت في تركيا قبل أن تواصل طريقها نحو بيروت، وجهتها الأخيرة. وذكرت وكالة أنباء دوغان أن السلطات التركية قد أوقفت ووضعت قيد الحبس الاحتياطي سبعة أشخاص في إطار التحقيق، بينهم أربعة طيارين، يشتبه بأنهم قاموا بمساعدة غصن بالوصول إلى لبنان انطلاقا من مطار في إسطنبول.

جواز سفر فرنسي ثان؟

لكن وفق التلفزيون الرسمي الياباني “إن إتش كي”، لم تعثر مصالح الهجرة اليابانية على أي أثر أو دليل آلي أو على شريط فيديو يثبت بأن كارلوس غصن غادر التراب الياباني. من جهتها قالت السلطات اللبنانية أن غصن دخل الإثنين إلى لبنان بشكل شرعي.

وأشار مصدر في الرئاسة اللبنانية إلى أن المدير التنفيذي السابق لمجموعة “رينو-نيسان” دخل إلى بلد أجداده بجواز سفر فرنسي وببطاقة هوية لبنانية، في حين أوضح وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل أنه لا يعرف أي شيء عن ظروف مغادرة غصن لليابان.

أما محاميه الياباني جونيشيرو هيروناكا، فلقد أكد أن هيئة الدفاع التي تدافع عن كارلوس غصن لا تزال تحتفظ بجوازات سفره الثلاثة (جواز سفر لبناني وآخر فرنسي وآخر برازيلي) وذلك وفقا لشروط إطلاق سراحه مقابل كفالة مالية كما قررت النيابة العامة.

“كل الصحافيين المتواجدون في اليابان يحاولون الإجابة على هذه الأسئلة” يقول ميكاييل بين، مراسل فرانس24 في اليابان.

من جهتهم يشتبه المدعون العامون اليابانيون بأن غصن استخدم جواز سفر فرنسي ثان كان في حوزته.

عملية هروب غصن خطط لها منذ أسابيع عديدة؟

وكتبت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، نقلا عن مصادر لم تكشفها، أن عملية فرار كارلوس غصن تمت بعد عدة أسابيع من عملية تخطيط قام بها أقاربه، كما أضافت أن فرقة موسيقية قامت بتهريبه من اليابان بمساعدة يابانيين.

ووفق نفس الصحيفة، تشير بيانات الطيران إلى أن طائرة من طراز “بومباردييه” غادرت مطار كنساي الدولي القريب من أوساكا (مدينة يابانية غرب العاصمة طوكيو) ليل الأحد في حدود الحادية عشرة وعشر دقائق لتحط صباح الإثنين في مطار أتاتورك بإسطنبول.

وأضافت نفس الصحيفة أن “طائرة خاصة وأصغر، تابعة لنفس الشركة “إيم إن جي جيت هافاسيليك” ومقرها في تركيا غادرت مطار أتاتورك “باتجاه لبنان بعد مرور حوالي نصف ساعة” من الهبوط الأول.

من ناحيته، كتب الموقع السويدي “فلايت رادار 24” المتخصص في الرحلات الدولية أن الطائرة الخاصة هبطت في مطار رفيق الحريري الدولي الإثنين 30 كانون الأول/ديسمبر 2019 بعيد الساعة الرابعة وستة عشر دقيقة صباحا حسب التوقيت المحلي.

مخبأ داخل علبة لنقل آلات الموسيقى؟

إلى ذلك، قدمت قناة “إيم تي في” الخاصة اللبنانية رواية أشبه بسيناريوات أفلام هوليوود، تفيد بتهريب كارلوس غصن بشكل غير شرعي من منزله في طوكيو مخبأ داخل علبة لحمل آلات الموسيقى.

وأضافت نفس القناة أن عملية الفرار قام بها رجال فرقة “بارا-عسكرية” تنكروا وزعموا أنهم موسيقيون حضروا إلى منزل كارلوس غصن لإحياء سهرة عيد ميلاد. وبعد نهاية الاحتفال قاموا بتهريبه وهو مخبأ داخل علبة مخصصة لنقل آلات الموسيقى حيث تم نقله مباشرة إلى مطار ثانوي على الرغم من الحراسة المشددة المفروضة على منزله من قبل الشرطة وتواجد كاميرات مراقبة تعمل 24 ساعة.

هذه المعلومات التي يصعب علينا تأكيدها، والتي تناقلتها وسائل إعلام دولية أخرى مثل جريدة “الغارديان” البريطانية، تم نفيها من قبل عائلة كارلوس غصن.

وأشارت مصادر في مجال الطيران الياباني، تداولها التلفزيون الياباني الرسمي “إن إتش كي” أن المسافرين الذين يستقلون طائرات خاصة غير معفيين من إجراءات الهجرة والجمارك أثناء رحلة الذهاب، إلا أن التدقيق ومراقبة الأمتعة بواسطة أشعة الليزر لا يجرى بشكل أتوماتيكي بل وفق الحاجة فقط.

أما في الصحافة الفرنسية، فقد كتبت يومية “لوباريزيان” أن كارلوس غصن ربما “استفاد من تواطؤ” أو مساعدة للهروب من اليابان بالرغم من أن “ظروف فراره غير معروفة لغاية الآن”.

وأضافت من جهتها جريدة “الغارديان” أن غصن استفاد من مساعدة قدمها له “مسؤولون لبنانيون” ربما تلقوا هم أيضا أمرا من مسؤولين سياسيين بـ”تسهيل” عملية عودته إلى لبنان.

لن يحاكم غيابا في اليابان

هذا، وفي بيان نشر الثلاثاء الماضي، أعرب كارلوس غصن عن فرحته بالتواجد في لبنان قائلا “لم أعد رهينة نظام قضائي ياباني متحيز حيث يتم افتراض الذنب”.

ومنذ توقيفه في تشرين الثاني/نوفمبر 2018، لم تنفك هيئة المحامين الذين يدافعون عنه وعائلته على حد سواء تنددان بظروف اعتقاله وبالطريقة التي يجري بها القضاء الياباني التحقيق.

فقال محامي كارلوس غصن بخصوص هروب موكله “طبعا هذا شيء لا يغفر له لأنه يمثل تعديا على شروط إطلاق سراحه بكفالة، وأمر معاد للقانون الياباني، لكن في نفس الوقت، القول بأنني لا أتفهم شعوره، هذه قصة أخرى”.

من جهته، أضاف ستيفن إيفانز، المحامي الأمريكي المقيم في طوكيو “لقد دمر كل العلاقات التي كانت تربطه باليابان. سيجد نفسه أمام طريق مسدود” وسيضطر “لقضاء كل السنوات المتبقية من حياته في لبنان”.

ويدرك كارلوس غصن أن القانون اللبناني لا يسمح لسلطات بلاده تسليم أي مواطن لبناني لبلد أجنبي، فيما أشار الأمن العام اللبناني إلى عدم وجود “أية ملاحقة قضائية ضده”.

هذا، وأوضح كونستنتان سيمون، مراسل فرانس24 في طوكيو أن “القانون الياباني لا يسمح بمحاكمة المتهمين غيابيا. كما لا توجد أية اتفاقية بين لبنان واليابان تقضي بتسليم المتهمين من البلدين. وهذا معناه أنه لن تكون هناك أية محاكمة لكارلوس غصن هنا في اليابان”.

Loading video

وأعلن وزير العدل اللبناني ألبرت سرحان الخميس، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، أن “النيابة العامة التمييزية تسلمت ما يعرف ’بالنشرة الحمراء‘ من الإنتربول الدولي حول ملف كارلوس غصن”.

وأوضح أن “وزارتي الخارجية والعدل واكبتا ملف غصن منذ بداياته، وفي غياب وجود اتفاقية استرداد بين الدولتين اللبنانية واليابانية، وفي إطار مبدأ المعاملة بالمثل، وهو مبدأ قانوني، سوف نطبق إجراءات القوانين الداخلية اللبنانية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
اشترك الآن مجاناً مع أنا سلوى سوف تصلك أخبارنا أولاً ، وسنرسل إليك إشعاراً عند كل جديد لا نعم
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com