صحة

وهان مصر حيث الأهالي يعزلون أنفسهم وكورونا تعصف الأجواء

وهان مصر ،حتى تلك القرى البسيطة لم تنجو من براثن الفيروس المنتشر بين البلاد كورونا يأكل الأجواء فبين ليلة وضحاها بات المصريون في بؤرة أحداث تفشي فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، وذلك بعد أيام من صدور البيانات الحكومية التي أكدت خلو مصر من كورونا، وأن كل ما يقال عن تفشي الفيروس في المحروسة هو محض شائعات، لكن فجأة تغيرت مجريات الأحداث وصار تزايد الأعداد المصابة هو الخبر الثابت في النشرات اليومية.

وهان مصر

وفي ليلة 17 مارس/آذار الجاري أعلنت وزيرة الصحة المصرية وضع 300 أسرة في محافظة الدقهلية بالحجر الصحي، وإعلان حالة وفاة جديدة من أبناء نفس المحافظة كان من المخالطين لحالة الوفاة الأولى للسيدة المصرية التي لاقت حتفها بعد مخالطتها زوجة ابنها القادمة من إيطاليا لمدة ثلاثة أيام.

وبين ليلة وضحاها تحولت محافظة الدقهلية المصرية إلى “ووهان جديدة” أول مدينة صينية ظهر فيها فيروس كورونا الجديد، إذ خضعت 300 أسرة في المحافظة للحجر الصحي بعد مخاوف من تفشي الفيروس في قرية بلقاس التابعة للمحافظة، والتي تنتمي لمحافظات الوجه البحري بمصر.

وأعاد الخبر الصادم للذاكرة ما عانته المحافظة من قبل في حروبها التي خاضتها مع أوبئة مختلفة مرت بين جنباتها، وكما يعلق مبنى المحافظة ملصقات لصور المشاهير من أبناء المحافظة المؤثرين من أمثال أم كلثوم والشيخ محمد متولي الشعراوي وفاروق الباز كذلك لا ينسى التاريخ أن سوق البلح الذي يقام بالمحافظة كل عام كان سببا في تفشي وباء الكوليرا عام 1947.

بؤرة الكوليرا في موسم البلح
وفي محاضرة نادرة نشرتها وزارة المعارف المصرية في عام 1948 تحدث الدكتور سيف النصر أبو ستيت عن تاريخ الأوبئة في مصر، خاصة وباء الكوليرا.

وذكر أبو ستيت في المحاضرة أن وباء الكوليرا ضرب مصر عشر مرات في تاريخها الحديث، وفي المرة السابعة كان النصيب الأكبر من الوفيات في محافظة الدقهلية، بعد أن خرج الوباء من منشئه الأول في مركز فاقوس وقرية القرين بمحافظة الشرقية إلى محافظة الدقهلية، بعد أن هرب العديد من العمال الوافدين إلى القرين من الحصار المفروض عليها بعد اكتشاف الوباء متجهين إلى محافظة الدقهلية، وبسبب تلك الحالة صارت الدقهلية مركزا ضخما لانتشار وباء الكوليرا.

وفي بحث أعده الدكتور صلاح السيد عبد العال علام بعنوان “وباء الكوليرا في مصر عام 1947 والجهود المحلية والدولية في مكافحته”، ذكر أن من أسباب انتشار الوباء في محافظات الوجه البحري موسم البلح “الحياني” في محافظة الدقهلية، حيث كانت أول إصابة في المحافظة تم الإبلاغ عنها لرجل وامرأته قدما من الزقازيق في موسم البلح، حيث تجتمع أعداد هائلة من التجار والباعة، ثم توالت الإصابات بعد ذلك.

ويعدد علام أسباب اجتياح وباء الكوليرا مديرية الدقهلية ويرجعها إلى ارتفاع معدل الرطوبة بالمحافظة، مما يعني وجود بيئة تسمح بنشاط متزايد للميكروب، بالإضافة إلى انتشار الأمراض الطفيلية والبلاجرا التي تخفض معدل حموضة المعدة والتي من شأنها مقاومة الميكروب.

وفي إحصاء رصدته دراسة علام ذكر أن نصيب محافظة الدقهلية من بؤر الإصابة بالكوليرا في الأسبوع الأول من بدء تفشي الوباء كان 13 بؤرة و25 إصابة ووفاتين، ووصلت الأعداد في الأسبوع الرابع إلى 312 بؤرة و1619 إصابة و866 وفاة.

الإنفلونزا تلاحق الدقهلية
ويتذكر المصريون جيدا الأعوام الأخيرة في العشرية الأولى من القرن الـ21، حيث عاشوا مواسم مرعبة، ما بين ذعر إنفلونزا الطيور ورعب إنفلونزا الخنازير، أربعمئة شخص لقوا حتفهم بإنفلونزا الطيور، وأموال طائلة ضاعت على أصحابها بسبب انتشار الفيروس الذي هدد حياة الملايين ومنعهم من تناول الطيور لفترات طويلة.

وعاشت محافظة الدقهلية أسوأ كوابيسها في الفترة من 2007 حين بدأت إنفلونزا الطيور في الانتشار، وحتى الآن يمثل دخول فصل الشتاء موسما للرعب في المحافظة، إذ لا يخلو عام منذ ذلك الحين إلا وتظهر فيه وفيات عدة بسبب فيروس الطيور أو المتحور عنه إنفلونزا الخنازير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
اشترك الآن مجاناً مع أنا سلوى سوف تصلك أخبارنا أولاً ، وسنرسل إليك إشعاراً عند كل جديد لا نعم
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com